responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1899
لنرى إذن مايقوله إبن مالك في ص 250: من قال في الإشارة إلى الشخص القريب "ذا" قال في الإشارة إلى المكان القريب "هنا" دون تنبيه ولا خطاب، ومن رأى مُصاحبة التنبيه فقال "هذا"، قال "ههنا". ومن قال "ذاك"، قال هناك. ومن قال "ذلك" قال "هنالك". ومن سوى "ذاك" و "ذلك" ملغيا للتوسط سوى "هناك" و "هنالك"، ومن قال "هذاك"، جامعا بين التنبيه والخطاب، قال "ههناك". ولا يُقال "ههنالك"، كما لا يُقال "هذالك".

فنقول: الأمر إذن إما:

على مذهب التقسيم الثلاثي: قريب، متوسط وبعيد
بلا تنبيه "ها" ولا خطاب "كاف"
الشخص القريب "ذا" --- المكان "هنا"
الشخص المتوسط "ذاك" ---المكان "هناك"
الشخص البعيد "ذلك" --- المكان "هنالك"

مع التنبيه "ها"
الشخص القريب "هذا" --- المكان "ههنا"
الشخص المتوسط "هذاك" --- المكان "ههناك"
الشخص البعيد "هذلك" --- المكان "ههناك"

ومن سوى -أي قسمين فقط-
بلا "ها" التنبيه ولا "كاف" الخطاب
الشخص القريب "ذا" --- المكان "هنا"
الشخص القريب ذك أو ذلك --- هناك أو هنالك

مع "ها" التنبيه و "كاف" الخطاب"

الشخص القريب "هذا" --- المكان "هنا"
الشخص البعيد "هذاك" --- المكان "ههناك"
ولا يُقال "ههنالك" كما لا يُقال "هذلك"

وعليه، وكما تقرر من قول إبن مالك حكاية عن الفرّاء -وقذ ذكر الرضى مثل ذلك ص 195ج2 أن أهل الحجاز ليس من لغتهم إستعمال الـ ((كاف)) بلا ((لام)) ... فالمُتصوّر أنهم يقولون "ذلك" للبعيد وتكون "ههناك" للمكان البعيد، وعلى ما تقدّم من كلام إبن مالك والرضى من عدم جواز إجتماع الـ "ها" التنبيهية مع الـ "لام" فلا يمُمكننا قول "ههنالك" كما لا يممكننا قول "هذلك"، كذلك على ما تقدم من قول إبن مالك الرضى، قال إبن مالك ص244: وتصحب هاء التنبيه المجرد كثيرا، والمفرد المقرون بالكاف دون اللام قليلا .... وشرح فقال .... ولا تلحق المقرون بكاف الخطاب إلا مجردا من اللام -قلت: وهذا يفيد ما قررناه من قبل-، وعدم لحاقها إياه أكثر من لحاقها.

قلت: فهذا كلام ابن مالك يفيد أن هاء التنبيه تلحق بـ "ذا" أكثر من لحاقها بـ "ذاك" .... فتأمل.

وقال الرضى كم نقلنا من قبل: وكان مجيئها في الحاضر أكثر منه في المتوسط، فهذا أكثر إستعمالا من هذاك، لأن تنبيه المخاطب لإبصار الحاضر الذي يسهل إبصاره أولى من تنبيهه لإبصار المتوسط الذي ربما يحول بينه وبينه حائل، ولم يدخل في البعيد الذي لا يمكن إبصاره إذ لا ينبه العاقل أحدا ليرى ما ليس في مرأى، فلذلك قالوا لا يجتمع "ها" مع "لا".

والحاصل أن "ذا" للقريب تقابلها "هنا"
و"هذا" للقريب تقابلها "ههنا" عند دخول "ها" التنبيه
و"ذاك" للبعيد تقابلها "هناك"
ولا يُقال للبعيد "هذلك" وإنما يُقال "هذاك" عند دخول "ها" التنبيه وإنما يُقال "هذاك" ويقابلها "ههناك"
ولما كان الأكثر إستعمالا دخول الـ"ها" اسم الإشارة القريب، فلا شك أنه هو الأفصح.

وهو المطلوب

___

تنبيه: كل ما كتبته كان ردا على أحد الملحدين يُحاول الطعن في حديث عن النبي صل الله عليه وسلم، فقد أشار فيه نحو جهة بيت من بيوتاته وفي باقي الروايات نحو جهة المشرق، والملحد يُصر أن اللفظ الأول هو الصحيح بسبب كلمة "ها هنا" فهي للقريب وليس يقصد شيئا خارج المدينة.

فلله الحمد والمنّة، أجبناه شرعا وعقلا، وكان هذا هو الرد لغةً ... لذا أنا ألجأ إليكم بعد الله لعلّه يفتح عليكم وتعاونوني.

وجزاكم الله خيرا.

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1899
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست