اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1788
أنواع " أنْ "
ـ[عائشة]ــــــــ[24 - 01 - 2009, 08:29 ص]ـ
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
أنواع " أنْ " (،،،)
قال سيبويه - رحمه الله - في " الكتاب " (3/ 151، 152):
(فأَنْ [مفتوحةً] تكون على وجوه:
فأحدُها: أنْ تكونَ فيه " أنْ " وما تعمل فيه من الأفعال بمنزلةِ مصادرها.
والآخَر: أنْ تكون فيه بمنزلةِ " أيْ ".
ووجهٌ آخر: تكون فيه لغوًا.
ووجه آخر هي فيه مُخفَّفة من الثَّقيلة) انتهى.
فسيبويه -رحمه الله- ذَكَر لـ " أنْ " أربعة أنواع:
فقوله: (أنْ تكونَ فيه " أنْ " وما تعمل فيه من الأفعال بمنزلةِ مصادرها):
يقصد بذلك: " أن " المصدريَّة الناصبة للمضارع.
وقوله: (أنْ تكون فيه بمنزلةِ " أيْ "):
يقصد بذلك: " أن " المفسِّرة.
وقوله: (ووجهٌ آخر: تكون فيه لغوًا):
يقصد بذلك: " أن " الزَّائدة.
وذَكَر - أخيرًا - النَّوع الرَّابع في قوله: (ووجه آخر هي فيه مُخفَّفة من الثَّقيلة).
سُمِّيَتْ مَصْدَرِيَّةً؛ لأنَّها تُؤوَّلُ مع ما بعدها بمصدر؛ فَتُسْبَكُ مَعَ الجملة الفعليَّة - المُضارعيَّة وغير المُضارِعيَّة - الَّتي تدخل عليها سبكًا خاصًّا يُؤدِّي إلى إيجادِ مصدرٍ مُؤوَّل يُغني عن " أنْ " وما دَخَلَتْ عليه.
الموضع الثَّاني: أنْ تَقَع بعد لفظٍ دالٍّ على معنى غير اليقين، فتكون:
- في موضع رَفْعٍ، نحو قوله تعالى: {ألَمْ يَأنِ لِلَّذينَ آمَنُوا أن تَخْشَعَ قلوبُهُم}
فالمصدر المؤوَّل من " أنْ " والفعْل: فاعل مرفوع.
- وفي موضع نصبٍ، نحو قوله تعالى: {وَمَا كَانَ هذا القُرآنُ أن يُفْتَرَى}
فالمصدر المؤوَّل من " أنْ " والفعْل: خبر " كان " منصوب.
- وفي موضع جرٍّ، نحو قوله تعالى: {أُوذِينَا مِن قَبْلِ أن تأتِيَنَا}
فالمصدر المؤوَّل من " أنْ " والفعْل: مضاف إليه مجرور.
و" أنْ " هذه موصولٌ حرفيٌّ، وتُوصَلُ بالفعلِ المُتصرِّف:
مُضارعًا كانَ - كما مرَّ -.
أو ماضيًا، نحو قوله تعالى: {لَوْلا أن مَّنَّ اللهُ عَلَيْنا}.
أو أمرًا، كحكاية سيبويه: " كَتَبتُ إليه بِأنْ قُمْ ".
وإذا دَخَلَتْ " أنْ " على المُضارِعِ؛ نَصَبَتْه وجوبًا، وخلَّصَتْ زَمَنه للاستقبال.
ولأصالتِها في النَّصب؛ تَعمل ظاهرةً ومُضمرةً، بخلافِ بقيَّة النَّواصب؛ فلا تعمل إلاَّ ظاهرة.