ملتقى أهل اللغة - مجموعة من المؤلفين

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1762

ـ[أبو عدي]ــــــــ[24 - 02 - 2009, 01:41 ص]ـ
وقال المرَّار الفقعسي:
إذا خطرت منه على النفس خطرةٌ ... مرَتْ دمع عيني، فاستهلَّ على نحري

أحسن الله إليك، وجزاك خيرا، وغفر لك ولوالديك، وللمسلمين.
شيخنا:
أشكل علي شكل ما حمرتُه من البيت، فلو أزلتم بشكله ما وقع عندي من الالتباس فيه، كنتُ أكثر من ممتن وشاكر لكم.

ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[25 - 02 - 2009, 01:13 م]ـ
ولك بِمثلِ ما دعوتَ.

هذا البيت من قصيدة له ذكرها أبو الفرج في (الأغاني). وهي قصيدة حذَّاء مؤنقة في رثاء أخيه بدر؛ مطلعُها:
ألا يا لَقومي لِلتجلد والصبرِ ... وللقدَر الساري إليك وما تدري
وللشيء تنساه، وتذكر غيرَه ... وللشيء لا تنساه إلا على ذكرِ
ثم قال:
تذكرتُ بدرًا بعد ما قيل: عارِفٌ ... لما نابَه؛ يا لهفَ نفسي على بدرِ
إذا خطرت منه على النفس خطرةٌ ... مرَت دمعَ عيني، فاستهلَّ على نحري

و (مرَتْ) من (المَرْي)؛ وهو استخراج ما في الشيءِ بالعصْرِ. كـ (مَرْي الضَّرعِ). وهو معنًى حسِّيّ في الأصل. ثم نقلوه بعدُ إلى معانٍ مجازيَّةٍ؛ فقالوا:
(مَرَتِ الريحُ السحابَ)،كما قال امرؤ القيس:
راحَ تمرِيه الصَّبا، ثم انتحى ... فيه شؤبوبُ جَنوبٍ منفجِرْ
و (مَرَيتُ الفرسَ بالعصا) إذا استخرجتَ ما عنده من الجَرْي بالسوطِ.
و (مرَتِ الذكرى دمعَ عيني) إذا استدرَّتْه حتى فاضَ. وهذه استعارةٌ مكنيَّةٌ؛ شبهتَ دمعَ العين بلبنِ الضَّرْع، وحذفتَ اللبنَ، وأبقيتَ شيئًا من لوازمه؛ وهو (المَرْي)، لأنَّ الذي يُمْرَى إنما هو اللبنُ. وفيه مجازٌ آخرُ؛ وهو نسبةُ (المَرْي) إلى (الخطْرة)؛ وهي إنما هي سببٌ، وليست المباشِرةَ للعمَل. وهذا مجازٌ عقليٌّ عند عبد القاهر، ومجازٌ مرسَلٌ عند السكاكيِّ؛ وهو الأصوبُ؛ إذ كلُّ ما ادُّعيَ فيه المجازُ العقليُّ راجع إلى المجاز المرسَل، أو إلى الاستعارة. وليس بينهما عند التحقيق فرقٌ.
يقول الشاعرُ:
إذا تذكرتُ أخي، استخرجت هذه الذكرى دمعَ عيني، وأسالته، كما يستخرِج الحالبُ اللبنَ من الضَّرعِ.

ـ[أبو عدي]ــــــــ[25 - 02 - 2009, 01:29 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء شيخنا على هذه الفائدة النفيسة، التي ما كنتُ أعلمها من قبل، وشكر المولى صنيعك، وبلغكَ أكثر مما تتمنى وترجو وتأمل، وأعاذك أكثر مما تخاف وتحذر.

ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[05 - 05 - 2009, 10:18 ص]ـ
جزاك الله خيرا .. لكن رويدك .. على رِسلِك .. لا توردها وأنت مشتمل:)

ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[08 - 05 - 2009, 10:25 ص]ـ
جزى الله أخانا المفضال الشيخ الأستاذ أبا قصي خيرا كثيرا على هذه الدرر التي حررها والفوائد التي أبرزها والأوابد التي قيدها. بارك الله فيك،أيها الكريم وبارك لك في علمك ووقتك وأهلك وجميع شأنك.

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1762

صيغة PDF

شهادة

الفهرست