اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1560
بعض الشواهد في ذكر الخبر بعد " لولا ".
ـ[مُحمّد]ــــــــ[12 - 04 - 2010, 11:32 م]ـ
1 - قال الراعي:
لَوْلاَ سَعِيدٌ أُرَجِّي أنْ أُلاقِيَهُ ** ما ضمّني في سوادِ البصرةِ الدّورُ
2 - قال النابغة الذبياني:
لولا حبائلٌ من نعمٍ علقتُ بها ** لأقْصَرَ القلبُ عَنها أيّ إقْصارِ
3 - قال الشافعي:
وَلَوْلاَ الشِّعرُ بِالعُلَمَاءِ يُزْري ** لكُنْتُ اليَومَ أَشْعَرَ مِن لبيدِ
هذه الجملة من الأبيات قد يتقوّى بها مذهبُ الكوفيين في جواز ذكر الخبر مطلقا بعدَ لولا، لكن يَرِدُ عليهم أنَ تلكم الأبياتِ المجيزةَ قليلةٌ إذا قيسَتْ بغيرها التي تطّرد الحذف فيها. وقد يجاب لهم بأنّه ليسَ واردًا عليهم، فمذهبهم تُبنى القاعدة ببيت واحد من العرب، فيكفي عن تظافرِ مئات الأبيات في المسألة.
وقد تكون أبيات جيّدةً على مذهب ابن مالك حيثُ خصَّ حذفها في الكون العام، ولاحظ أنّ الشواهد كلها كونٌ خاص لا دليلَ عليه من السياق إذا حذف، لذا وجب ذكرُ الخبر هنا.
نعم، البصريون يَسْهُلُ عندهم التّعامل في مثل هذه الأبيات المخالفةِ لقياسهم فطريقَتُهم فيها التَّأويلُ.
ولا تنس أن في المسألةِ حدثيا وهو قوله عليه السلام لعائشةَ رضي الله عنها:
«لَوْلاَ قَوْمُكِ حَديثُو عَهْدٍ بِكُفْرٍ لَبَنَيْتُ الكَعْبَةَ عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ»
وثمّ رواياتٌ للحديث لا يصح بها الاستشهاد في مسألتنا.
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[13 - 04 - 2010, 01:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ونحو ذلك قول أبي العلاء المعرِّي:
يذيبُ الرعبُ منه كلَّ عَضْب
فلولا الغِمْدُ يُمْسِكُهُ لسالا
والبيت مثالٌ لا شاهدٌ لأن أبا العلاء ليس من عصور الاحتجاج كما لا يخفى
وقد اختلفت كلمةُ العلماء في هذا البيت ونحوه، فالجمهور على أنه لحنٌ من أبي العلاءِ ومن لفَّ لَُِفَّه من المولدين، وبعض العلماء يعربُ " يمسكه " بدلَ اشتمالٍ من " الغمد "، وعليه لا لحنَ ثَمَّ، ويكون الخبر محذوفا وجوبا وَفق مذهب الجمهور.
أما من يفرقُ بين كونِ الخبر كونا خاصا أو عاما فحذف الخبر عنده - هاهنا - من باب الجائز لوجود مايدل عليه من السياق.
لكن يَرِدُ عليهم أنَ تلكم الأبياتِ.
تقصد: أن تلكم الأبياتَ ...
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1560