اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1559
مشكلات نحوية في القرآن الكريم (1) استخدام العدد
ـ[أنس آغا]ــــــــ[14 - 04 - 2010, 12:21 ص]ـ
1 - في قوله , تعالى: " ثلاثة قروء ". فالمعروف أن الثلاثة إلى العشرة إنما تُضاف إلى جموع القلة ـ وهي: أَفْعِلَة , أَفْعُل , أفْعَال , فِعْلَة – وهي في الآية مضافة إلى جمع الكثرة قروء. فكيف ذلك؟ والجواب عن ذلك من وجوه , هي: أ- التوسع في استخدام جمع الكثرة مكان جمع القلة , لاشتراكهما في الجمعية. ثم إن قروء أخفُّ مِن أقراء في اللفظ. فأُوثِرَ في الآية الأخفُّ , معَ أمْنِ اللبس. بـ - أنه لما جمع المطلقاتِ جمع القروءَ , لأن كل مطلقة تتربص ثلاثة أقراء. فصارت كثيرةً بهذا المعنى. جـ – أن التقدير: ثلاثةً من القروء؛ أي: ثلاثةَ أقراءٍ من القروء. وهو مذهب المبرِّد. د- أنّ مفرد " قروء " هو: قَرء , بفتح القاف. وقَرء لا يطَّرد جمعُه على أقراء. لذلك عُدِل عنه إلى قُروء. ولعلك ترى معي أن أوَّلَ هذه الأقوال أَولاها بالقبول. والله أعلم.
2 - في قوله , تعالى: " تسعةُ رهْطٍ ". فقد ذكرنا أن الثلاثة إلى العشرة إنما تضاف إلى الجمع , وههنا قد أضيفت إلى المفرد في الظاهر. والجواب: أنّ "رهط " , وإنْ كان مفرداً في اللفظ , جمعٌ في المعنى , لأنّه اسم جمع. ولا فرق بين أن يكون جمعاً في المعنى أو اللفظ.
3 - في قوله , تعالى: " وقطّعناهم اثنتي عشْرةَ أسباطاً أُمماً ". وفيه إشكالان: الأول: تأنيث العدد مع أن المعدود في الظاهر مذكر. والثاني: أن معدود أحد عشر وما فوقه يكون مفرداً. فكيف كان هنا جمعاً؟ والجواب عن الإشكالين معاً: أن " أسباطاً " ليس هو تمييزاً للعدد , بل التميزُ محذوف تقديره: فرقة. وعلى هذا فالتمييز مفرد مؤنث , وأسباطاً صفة لفرقة. ولا إشكال حينئذ. وقد ذهب الإمام الفارسي – رحمه الله – إلى أن " أسباطاً " بدل من " اثنتي عشرة "؛ أي: وقطعناهم أمماً.
4 - في قوله , تعالى: " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ". فالعشرة إذا كانت مفردة تخالف معدودها , وفي الآية قد وافقته , لأن " أمثالها " جمع "مِثْل" , وهو مذكّر. فالأصل أن يقال: عشَرَةُ أمثالها. وفيه جوابان ذكرهما أبو علي الفارسي: الأول: أن أمثال هنا بمعنى الحسنات , بدليل ما قبلها , وهو: من جاء بالحسنة. فالتقدير على هذا: فله عشر حسنات أمثالها. والثاني: نسلِّم أن أمثال مذكر , غير أنه اكتسب التأنيث من المضاف إليه , وهو الضمير هنا. وهذا شائع في العربية. كما في قوله , تعالى: " إن رحمة الله قريب من المحسنين ". فرحمة مؤنث والخبر " قريب " مذكر. وذلك لأن رحمة أضيف إلى لفظ الجلالة , فاكتسب التذكير منه. وكما في قوله , تعالى: " تلتقطه بعض السيارة ". فأتى بعلامة تأنيث الفاعل , لأنه أضيف إلى مؤنث " السيارة ".
5 - في قوله , تعالى: " ولبثوا في كهفهم ثلاثَ مئةٍ سنينَ ". فتأنيث ما وراء العشرة مفرد , وهو هنا جمع. والجواب: أن " سنين " ليس تمييزاً لمائة , لأن المئة تضاف إلى التمييز , وهي ههنا منونة غير مضافة. فإن قلت: لم قال: سنين , ولم يقل: سنة؟ فالجواب ما قاله البغوي في تفسيره: لما نزل قوله , تعالى: " ولبثوا في كهفهم ثلاث مئة " قالوا: أياماً أو شهوراً أو سنين؟ فنزلت: سنين اهـ يريد أن الجواب جاء على وفق السؤال.
والله – عز وجل- أعلم
ـ[عائشة]ــــــــ[14 - 04 - 2010, 07:19 ص]ـ
جزاكَ الله خيرًا.
وكما في قوله , تعالى: " تلتقطه بعض السيارة ". فأتى بعلامة تأنيث الفاعل , لأنه أضيف إلى مؤنث " السيارة ".
هذه قراءةُ الحسن البَصْريّ، وهي مِنَ القراءات الشاذَّةِ. والمُتواترةُ: ((يَلْتَقِطْهُ)) -بالتَّذكيرِ-.
في قوله , تعالى: " ولبثوا في كهفهم ثلاثَ مئةٍ سنينَ ". فتأنيث ما وراء العشرة مفرد , وهو هنا جمع. والجواب: أن " سنين " ليس تمييزاً لمائة , لأن المئة تضاف إلى التمييز , وهي ههنا منونة غير مضافة.
وقرأَ الأخَوانِ "حمزةُ والكسائيُّ": ((ثلاثَ مِئةِ سِنينَ)) بإضافةِ (مئة) إلَى (سنين)؛ إيقاعًا للجَمْعِ موقِعَ المُفْرَدِ -كما ذَكَرَ العُلماءُ-؛ نحو قولِهِ تعالَى: ((بالأخْسَرِينَ أعمالاً)).
والله تعالَى أعلمُ.
ـ[أنس آغا]ــــــــ[14 - 04 - 2010, 02:14 م]ـ
جزيت خيراً - أختنا الكريمة - على هذه التوضيحات المهمة.
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1559