responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1468
ومعلوم أنَّ الفعل واجِبُ الْمُطابَقة للفاعل –في التذكير والتأنيث-إذا كانَ الفاعل مؤنثًا حقيقيًّا.

2 - كيف نطابق بين النعت والمنعوت في هذه الحالة:
أنقول:
(ألقى الوزير العربي فاطمة خطابًا)
أم نقول: (ألقى الوزير العربية فاطمة خطابًا)؟
أم نقول: ((ألقت الوزير العربية فاطمة خطابًا))؟
أم نقول: ((ألقت الوزير العربي فاطمة خطابًا))؟

أَمْ أنَّ الصواب هو ما أراه: ((ألقت الوزيرة العربية فاطمة خطابًا))؟
******************************
خلاصة رأيي المتواضع في المسألة:
1 - يجب تأنيث المنصب والمهنة إذا كان صاحِبُهُما مؤنثًا، سواءٌ أكانتِ الكلمةُ عَرَبِيَّةَ الأصلِ، نَحوَ: (أمينة السر، الرئيسة، الرائدة، الزعيمة، جابية الضرائب، المُحتَسِبة، ساعية البريد، الشرطية، السائقة، الصَّيرَفِيَّة، العاملة، الحارسة، الخازنة، كاتبة العدل، القاضية، الْمُديرة، النائبة، الْمُحامِيَة، الطبيبة، الْمُمَرِّضَة، الْمَسؤولة/ الْمُمَثِّلَة/ الْمُنشِدَة/ الْمُغَنِّيَة/ العازفة/ الْمُنقِذَة/ وكيلة الوزارة/ مُساعِدَة الوزير/ مُضيفة الطيران/ ... إلخ)، أم كانت أجنبية (مُعَرَّبَةً، أو غير مُعَرَّبَة)، نحو:
الأستاذة/ السكرتيرة/ الدكتورة/ المهندسة/ ... إلخ).
2 - أرى أنَّ الكلماتِ التي لا يجوز وضعُ علامةِ تأنيثٍ في آخِرِها تنحَصِرُ فيما كانَ مُذَكَّرًا معنَوِيًّا (غير حقيقي)، كـ (العُضو)؛ فأعضاءُ الإنسان –مِنْ حَيثُ التذكيرُ والتأنيثُ- محكومةٌ بما سُمِعَ عن العرب، ولا نَملِكُ أن نُغَيِّرَ في ذلك قِيدَ أُنمُلَةٍ. وَمِثلُ ذلك يُقالُ في (الرُّكن)؛ فهو مُذَكَّرٌ مَعنَوِيٌّ؛ ولذلك يُقال للمرأة إذا كانت في الجيش: (الرُّكن عائشة)، ولا يُقال: (الرُّكنة عائشة).
3 - لا اعتبار َ لمسألة (الغالب في المنصب)، أَيْ أنَّ كَونَ المنصِبِ –في الغالب-للرجال دون النساء، كـ (الوزير، والرئيس، وغيرهما)؛ لا قِيمَةَ لَهُ؛ وذلك لسببين:
أ-التعليلُ الذي يُساق –في هذا الْمَقام- تَعليلٌ اجتماعيٌّ أُسقِطَ على حُكمٍ لُغَوِيٍّ، ولو سَلَّمنا بِصِحَّةِ هذا الْمَذهَبِ، وسلامة هذا الْمَنهَجِ، لَوَجَبَ علينا أن ننظر –بالْمِعيارِ نَفسِهِ- إلى سُنَّة التطور الاجتماعي القاضي بِتَبَدُّلِ الأحوال عبر الأزمنة والأمكنة؛ فقد اقتَحَمَتِ النساءُ مُعظَمَ الْمَناصِبِ التي كانت حِكرًا على الرجال أزمنةً طويلة، ولو أُعطِيَتِ النساءُ فُرَصًا حقيقية للمنافسة في هذه الْمَناصب لفُقنَ الرجال عَدَدًا ونِسبةً، حتى رئاسةُ الدولة والخلافةُ نَجِدُ مِنَ الفُقَهاءِ مَنْ يُجيزُ تولي الْمَرأة لَها، وهذا كُلُّهُ يَدفَعُنا إلى إعادةِ النظرِ في هذه الْمَسألةِ اللغويةِ.
ب- إِنَّ كَوْنَ الْمَنصِبِ –في الغالِبِ- لِلرِّجالِ دُونَ النساءِ لا يَقتَضي أَنْ نُغْلِقَ دائِرَةَ الكَلِمَةِ، بِأَنْ نَحكُمَ عليها بِأَنَّها مُذَكَّرَةٌ، بَلِ الأَصلُ أَنْ نُبقِيَ على الكَلِمَةِ مَفتوحةً عَلَى كُلِّ الاحتمالاتِ الأُخرى القائمة القادمة ما دام الْمَنطِق اللُّغَوِيُّ يُجيز ذلكَ ولا يَمنَعُهُ؛ وَبِذلِكَ نُحافِظُ على أهَمِّ ميزة مِنْ ميزات اللغة، ألا وهي التطور.

هذا، واللهُ –تعالى- أَعلى وأَعلَمُ، فَإِنْ أَصَبتُ فَمِنَ اللهِ، وَإِنْ أَخْطَأتُ فَمِنْ نَفسي.
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1468
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست