اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1393
هل كلمة (ياقوت) ممنوعة من الصرف؟
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[27 - 11 - 2010, 10:45 ص]ـ
الأستاذ/ أبا إبراهيم
بارك الله فيك وزادك فضلا.
ومِن تِلكَ الأَوابِدِ:
مَا أَوردَه يَاقُوتُ رحمه الله تعالى في مُعجَمِه
أياقوتُ أم ياقوتٌ!
تنبيه: أصل هذا الحديث منازعة في موضوع (من أوابد أبي تمام)، فنُقلت إلى حديث مستقل في حلقة النحو والتصريف
* المشرف *
وأمَّا كَلمةُ (يَاقُوت) فهيَ ممَّا اختَلَف فيه أهلُ العِلمِ، والخِلافُ فيها مَبنيٌّ على مَسألةٍ أُخرَى، وهي: هلْ في القُرآنِ الكريمِ ألفاظٌ أعجميَّةٌ أمْ لَا؟
ـ فذَهب فريقٌ مِن أهلِ العلمِ إلى أنَّ في القُرآنِ الكريمِ كلماتٍ مُعرَّبةً مِن ألفاظٍ أعجميَّةٍ في الأصلِ، وعدَّ هـ?ذِه الكلمةَ مِنها، مِنهُم العلَّامةُ السِّيوطيُّ رحمه الله تعالى في كِتابِه (الإتقان)، وذكرَ ابنُ مَنظورٍ رحمه الله تعالى في اللِّسانِ كذلك أنَّها فارسيَّةٌ مُعرَّبةٌ، وعليهِ تُمنَعُ مِن الصَّرفِ إنْ كانَت عَلمًا؛ لِعِلَّةِ العُجمَةِ.
ـ وذهبَ آخرونَ إلى أنَّه ليسَ في القُرآنِ الكَريمِ ألفاظٌ أعجميَّةٌ؛ لأنَّ القُرآنَ الكريمَ نَزلَ بِلسانٍ عَربيٍّ مُبينٍ، وعليهِ تكونُ كلمةُ (يَاقُوت) وهي واردةٌ في القُرآنِ الكريمِ كلمةً عربيَّةً، فإنْ كانَت عَلمًا لم تُمنَعْ مِن الصَّرفِ؛ لعَدمِ وُجودِ عِلَّةٍ لِلمَنعِ.
والله تَعالَى أعلَمُ.
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[28 - 11 - 2010, 03:30 ص]ـ
بارك الله فيك أستاذي الفاضل،
كلامكَ حسنٌ، لكن يردُ عليه أنهم يشترطون في العلم الأعجمي كونَه علمًا في اللغةِ الأخرى ابتداءً.
والله أعلم.
ـ[عائشة]ــــــــ[28 - 11 - 2010, 09:43 ص]ـ
بارك الله فيكما.
قال الشَّريفُ عُمَر بن إبراهيم (ت 539) شارِحًا قولَ ابنِ جنِّيْ (392) في «لُمَعِهِ»:
(الأسماءُ الأعجميَّةُ علَى ضَرْبَيْنِ: أحدهما: ما يدخلُه الألفُ واللاَّمُ، والآخَرُ: ما لا يدخلُه الألفُ واللاَّمُ. الأوَّل؛ نحو: دِيباج، وفِرِنْد، ونَيْرُوز، وآجُرّ، وإِبْرِيسَم، وإِهْلِيلَج، وإِطْرِيفَل. فهذا الضَّرْبُ كلُّهُ جارٍ مجرَى العربيِّ، يمنعُهُ من الصَّرْفِ ما يمنعُه، ويُوجِبُهُ له ما يُوجِبُهُ. تقولُ في رَجُلٍ اسمهُ «نَيْروزٌ»، أو «ديباجٌ»: هذا نَيْرُوزٌ؛ لأنَّه ك «قَيْصُوم»، ومررتُ بديباجٍ؛ لأنَّه ك «دِيمَاس»)
قال الشَّارِحُ:
(اعْلَمْ أنَّ هذا النَّوْعَ مِنَ العُجْمَةِ لَمْ يَعْتَدَّ العَرَبُ بعُجْمَتِهِ؛ بل أَجْرَوْهُ مُجْرَى الأسماءِ العربيَّةِ، وأدخَلوه في كلامِهم، وتصرَّفُوا فيه بإدخالِ الألفِ واللاَّم عليه؛ كالأسماءِ النَّكِراتِ؛ لأنَّه خَفَّ عندهم؛ فصارَ حكمُهُ حُكْمَ الأسماءِ العربيَّة النَّكِراتِ، فهو -أبدًا- مصروفٌ، إلاَّ أن يدخُلَ عليه ما يمنعه من الصَّرْفِ، وهو سببانِ من الأسبابِ التِّسعةِ، فإن دَخلَ عليه سببٌ واحِدٌ؛ انصرَفَ؛ وذلك أن تُسَمِّي رَجُلاً ب «ديباج»، أو «نَيْروز»؛ فإنَّك تصرفه؛ لأنَّه ليس فيه غيرُ المعرفةِ؛ فهو ك «زَيْد»، و «عَمْرو»؛ إذ كانتِ العُجْمَةُ غيرَ مُعتَدٍّ بها علَى ما ذَكَرْنَا. واللهُ أعلمُ) انتهى.
وقال ابنُ يعيش (ت 643) في «شرح المفصَّل»:
(وتنقسِمُ العُجْمَةُ إلى قسمين؛ أحدهما: ما عُرِّبَ من أسماء الأجناسِ، فنُقِلَ إلى العربيِّ جِنسًا شائعًا، واستُعْمِلَ استعمالَ الأجناسِ؛ فجرَى مجرَى العربيِّ؛ فلا يكون من أسبابِ منعِ الصَّرْفِ، واعتبارُهُ بدخولِ الألفِ واللاَّمِ عليه؛ وذلك كالإبريسم، والدِّيباج، والفِرِنْد، واللِّجام، والإستبرق. فهذا النَّوْعُ من الأعجميِّ جارٍ مجرَى العربيِّ، يمنعُهُ من الصَّرْفِ ما يمنعُه، ويُوجِبُهُ له ما يُوجِبُهُ) انتهى.
و «ياقوت» مِنْ هذا الضَّرْبِ؛ فهو مَصْروفٌ.
والله تعالَى أعلمُ.
ـ[أبو مسفر]ــــــــ[05 - 12 - 2010, 05:02 ص]ـ
(ياقوت) على فرض أنها عربيةٌ.
ألا تمنع لعلة العلمية والتأنيث فيما إذا سمي شخص (ياقوت).
ـ[عائشة]ــــــــ[05 - 12 - 2010, 10:01 ص]ـ
(ياقوت) على فرض أنها عربيةٌ.
ألا تمنع لعلة العلمية والتأنيث فيما إذا سمي شخص (ياقوت).
لا أجِدُ في (ياقوت) تأنيثًا.
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[06 - 12 - 2010, 06:22 ص]ـ
بارك الله فيكم.
لا أجِدُ في (ياقوت) تأنيثًا.
إلا إذا سميتْ به أنثى. فحينئذ تمنع من الصرف للعلمية والتأنيث المعنوي، تقول-مثلا-: أقبلتْ ياقوتُ، وأكرمتُ ياقوتَ، وسررتُ من ياقوتَ.
والله أعلم.
ـ[عائشة]ــــــــ[17 - 03 - 2011, 03:09 م]ـ
... قول ابن جنِّيْ (392) في «لُمَعِهِ»:
(الأسماءُ الأعجميَّةُ علَى ضَرْبَيْنِ: أحدهما: ما يدخلُه الألفُ واللاَّمُ، والآخَرُ: ما لا يدخلُه الألفُ واللاَّمُ. الأوَّل؛ نحو: دِيباج، وفِرِنْد، ونَيْرُوز، وآجُرّ، وإِبْرِيسَم، وإِهْلِيلَج، وإِطْرِيفَل. فهذا الضَّرْبُ كلُّهُ جارٍ مجرَى العربيِّ، يمنعُهُ من الصَّرْفِ ما يمنعُه، ويُوجِبُهُ له ما يُوجِبُهُ. تقولُ في رَجُلٍ اسمهُ «نَيْروزٌ»، أو «ديباجٌ»: هذا نَيْرُوزٌ؛ لأنَّه ك «قَيْصُوم»، ومررتُ بديباجٍ؛ لأنَّه ك «دِيمَاس»)
وقالَ -أيضًا- في «خصائصِه 1/ 358»:
(... ما أُعْرِبَ مِنْ أجناسِ الأعجميَّةِ قد أجْرَتْهُ العَرَبُ مجرَى أصولِ كلامِها؛ ألا تراهُمْ يصرِفونَ في العَلَمِ نحو: آجُرّ، وإِبْرِيسَم، وفِرِنْد، وفيروزج، وجميعَ ما تدخلُه لامُ التَّعريفِ. وذلك أنَّه لمَّا دخلَتْهُ اللاَّمُ في نَحْوِ: الدِّيباج، والفِرِنْد، والسّهريز، والآجُرّ؛ أشبه أُصول كلام العرَب -أعني: النَّكِراتِ-؛ فجرَى في الصَّرفِ ومَنْعِهِ مجراها) انتهى.
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1393