يُقالُ في إعرابِ الواو: (حسب ما قبلها)، إذا أتَتْ في بدايةِ جُملةٍ مُقتطَعَةٍ من كلامٍ متَّصلٍ، ولَمْ يَعْلَمِ المُعْرِبُ ما الَّذي كانَ يَسْبِقُها؛ فيقول في إعرابِها: (حسب ما قبلها)؛ لأنَّه لا يعلَمُ موضِعَها؛ فرُبَّما تكونُ عاطفةً، ورُبَّما تكونُ استئنافيَّةً، ورُبَّما تكونُ غيرَ ذلك.
ومِثْلُه يُقالُ في الفاءِ.
واللهُ سبحانه وتعالى أعلمُ.
ـ[كنانة]ــــــــ[29 - 11 - 2010, 07:13 ص]ـ
بارك الله فيك أختي عائشة ولكن كيف أميز واو الاستئناف عن غيرها
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[30 - 11 - 2010, 08:05 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا.
قال ابن هشام في (المغني): "واو الاستئناف، نحو: ((لنُبيّنَ لكمْ ونقرُّ في الأرحام ما نشاء))، ونحو: (لا تأكل السمك، وتشربُ اللبن) فيمن رفع، ونحو: ((منْ يضللِ اللهُ فلا هاديَ له ويذرُهمْ)) فيمن رفع أيضًا، ونحو: ((واتّقوا اللهَ ويعلِّمُكُم اللهُ)) إذ لو كانت واوَ العطف لانتصب نقرّ ولانتصب أو انجزم تشرب ولجزم يذر كما قرأ الآخرون، وللزم عطف الخبر على الأمر، وقال الشاعر:
على الحكَم المأتيِّ يوماً إذا قضى ... قضيَّتهُ ألا يجورَ ويقصِدُ
وهذا متعين للاستئناف، لأن العطف يجعله شريكًا في النفي، فيلزم التناقض. وكذلك قولهم: (دعني، ولا أعودُ) لأنه لو نصب كان المعنى ليجتمع ترككَ لعقوبتي وتركي لما تنهاني عنه، وهذا باطل، لأن طلبه لترك العقوبة إنما هو في الحال، فإذا تقيد تركُ المنهي عنه بالحال لم يحصل غرض المؤدب، ولو جزم فإما بالعطف ولم يتقدم جازم، أو بـ (لا) على أن تقدر ناهية، ويرده أن المقتضي لترك التأديب إنما هو الخبر عن نفي العود، لا نهيه نفسَه عن العود، إذ لا تناقض بين النهي عن العَود وبين العود، بخلاف العود والإخبار بعدمه، ويوضحه أنك تقول: (أنا أنهاه وهو يفعل)، ولا تقول: (أنا لا أفعل وأنا أفعل) معًا."اهـ
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1392