ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[24 - 12 - 2010, 04:49 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأنا أولُ المذاكرين
فأقول: (أول) يأتي صفة ويأتي اسما
فالأول لا يصرف والثاني يصرف
قال أبو محمد الحريري في الدُّرة ص126:
ويقولون ابدأ به أولا، والصواب أن يقال: ابدأ به أولُ، بالضم، كما قال معن بن أوس:
(لعمرك ما أدري وإني لأوجل **** على أينا تعدو المنية أولُ)
وإنما بني أولُ هاهنا لأن الإضافة مُرادةٌ فيه، إذ تقدير الكلام: ابدأ به أولَ الناس، فلما اقتطع عن الإضافة بني كأسماء الغايات التي هي قبلُ وبعدُ ونظائرهما، ومعنى تسمية
هذه الأسماء بالغايات، أي قد جعلت غاية للنطق، بعدما كانت مضافة، ولهذه العلة استوجبت أن تبنى، لأن آخرها حين قطع عن الإضافة صار كوَسَطِ الكلمة، ووسطُ الكلمة لا يكون إلا مبنيا، وإنما بنيت على الضمة لأنها في حالة الإضافة تعرب تارة بالنصب وأخرى بالجر، فخصت عند البناء بالضم الذي خالف حركتي إعرابها، ليعلم به أنها مبنية لا معربة.
على أن أول إذا أعرب لا يصرف لأنه على وزن أفعل وهو صفة، ولهذا قالوا: كان ذلك عاما أولَ، وما رأيته مذ أولَ مِنْ أمسِ، ولم يسمع صرفه إلا في قولهم: ما تركت له أولا ولا آخرا، فجعلوه في هذا الكلام اسم جنس، وأخرجوه عن حكم الصفة، وأجروا هذا الكلام بمعنى ما تركت له قديما ولا حديثا. ا. هـ
،،، وبحثت في فهرس حواشي ابن بَرِّي وابن ظََفَر على الدرة فلم أجد فيه تعقيبا على هذا الموضع
والله أعلم
،،، يقولُ أبو شامةَ -رحمه اللهُ- في ’’إبرازِ المعاني‘‘ شارحًا قولَ الشَّاطبيِّ -رحمه اللهُ-:
بدأتُ ببِسْمِ اللهِ في النَّظْمِ أَوَّلاَ ... تَبَارَكَ رَحْمَانًا رَّحِيمًا ومَوْئِلاَ:
(و (أوَّلا): نعت مصدر محذوف؛ أي: في أن نظمتُ نظمًا أوَّل؛ أي: أنَّه مُبتكَرٌ لم يُسْبَقْ إليه ... فالألف في قولِهِ: (أوَّلا) علَى هذا الوَجْهِ للإطلاقِ؛ لأنَّه غير منصرفٍ. ويجوزُ أن تكونَ الألفُ بدلاً من التَّنوينِ، علَى أن يكونَ (أوَّلا) ظرف زمانٍ، عاملُه: (بدأتُ)، أو (النَّظم)؛ أي: بدأتُ في أوَّل نظمي (بسمِ اللهِ)، أو بدأتُ (بسمِ الله) في نظمي الواقع أوَّلاً، فهو كقولِ الشَّاعر:
* فساغَ لي الشَّرابُ وكنتُ قَبْلاً *) انتهَى.
،،، وفي شِعْرِ المُتنبِّي:
وأنتَ الَّذي تَغْشَى الأسِنَّةَ أَوَّلاً ... وتأنَفُ أن تَغْشَى الأسِنَّةَ ثَانِيَا