قالَ ابنُ جِنِّيْ: أنشدَ أبو عليٍّ [للمُتنبِّي]:
مِن كُلِّ مَن ضَاقَ الفَضَاءُ بِجَيْشِهِ ....... حَتَّى ثَوَى فَحَواهُ لَحْدٌ ضَيِّقُ
وقالَ لأصحابِهِ: كم مجرورًا في هذا البيتِ؟
فقالَ بعضُ الحاضرينَ: خمسة.
وقلتُ أنا: ستَّة.
فتعجَّبوا من قولي، وقالوا: قد عرَفْنَا (كُلّ)، و (مَن)، و (جيش)، والهاء المتَّصلة به، و (ثَوَى)؛ فأينَ الآخر؟!
قُلتُ: الجملة من الفِعْلِ والفاعلِ؛ وهي: (ضَاقَ الفَضاءُ)؛ لأنَّ (مَنْ) نَكِرةٌ غيرُ موصولةٍ؛ لأنَّ (كُلاًّ) لا يُضافُ إلاَّ إلَى النَّكِرةِ الَّتي في معنَى الجنسِ، و (ضاقَ الفَضاءُ) مجرور الموضِعِ؛ لأنَّه صفةٌ ل (مَنْ).
قالَ الشَّيخُ: هُو كما قالَ.
[«الأشباه والنَّظائر» -للسيوطيِّ-: (3/ 131)، ط. دار الحديث بلبنان].
ـ[منصور مهران]ــــــــ[07 - 01 - 2011, 10:06 ص]ـ
نشكر لك مرتين: أولاهما لشحذ الأذهان وتحريك الهِمم - كما أردتِ -
وثانيتهما للتنبيه على مرجع غفل عنه كثير من طلاب العلم في عصر اللهو في الفضائيات؛ فإن كتاب الاشباه والنظائر هذا أخذ مِنّا سنواتٍ لا نجد ما نلهو به غير الكتب.
رحم الله مشايخنا الذين علمونا هذا اللهو البديع.
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1361