responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1351
هل تأتي الكاف المفردة ـ غير الجارة ـ زائدة؟
ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[18 - 01 - 2011, 10:18 م]ـ
البسملة1

الحمدُ لله والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسولِ الله، وعلَى آلِه وصَحبِه ومَن اقْتفَى أثرَه واهتَدى بهُداه، أمَّا بعدُ ..

فقد ذكرَ العلَّامةُ السُّيوطيُّ رحمه الله تعالى في كتابِه (المزهِر في عُلومِ اللُّغةِ وأنواعِها) فصلًا بعنوان (طَرائفُ النَّسبِ) قالَ فيه بعدَ أن ذَكرَ شيئًا مَّما يُنسَبُ على غيرِ القياسِ:
«وفي (الصَّحاحِ): الهنادِكَةُ: الهنودُ، والكافُ زائدةٌ، نُسِبوا إلى الهندِ على غيرِ القياسِ.
وقالَ الأزهريُّ: سُيوفٌ هِندكيَّةٌ، أي: هِنديَّةٌ، والكافُ زائدةٌ.
قالَ ياقوتٌ: ولم أسمعْ بِزيادةِ الكَافِ إلَّا في هذا الحرفِ» اهـ (1)
والصَّحيحُ ـ واللهُ تعالى أعلمُ ـ أنَّ الكافَ المفردَةَ ـ غير الجارَّةِ ـ لا تأتي زائدةً، فهيَ في مثلِ هذا ليست زائدةً، بل هي أصليَّةٌ.
قال أبو الفَتحِ ابنُ جنِّيْ في (سِر صِناعةِ الإعرابِ):
«الكافُ حرفٌ مهموسٌ، يكونُ أصلًا لا بَدلًا ولا زائدًا».
ثمَّ قالَ: «وأمَّا قولُ كُثيِّر:

وَمُقرَبةٌ دُهْمٌ وكُمتٌ كأنَّها ..... طَماطِمُ يُوفونَ الوِفَارَ هَنادِكُ (2)

فقالَ محمَّدُ بنُ حبيبٍ: أرادَ بالهنادكِ: رجالَ الهِندِ. وظاهرُ هَذا القَولِ منه يَقتضِي أن تكونَ الكافُ زائدةً، قالَ: ويُقالُ: رجلٌ هِنديٌّ وهِندكيٌّ.
ولو قيلَ: إنَّ الكافَ أصلٌ، وإنَّ (هِنديٌّ) و (هِندكيٌّ) (3) أصلَانِ، بمنزلةِ (سَبِط) و (سَبِطر) (4)، لكانَ قولًا قويًّا، وهو الصَّوابُ» اهـ (5)

ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) (المُزهِرُ في عُلومِ اللُّغةِ وأنواعِها: 2/ 193).
(2) علَّقَ محقِّقُ (سِر الصِّناعةِ) على البيتِ فقالَ: «البيتُ في دِيوانِه (ص: 347).
وقولُه: مُقرَبةٌ: هي الخيلُ الَّتي قُرِّبت لِلرُّكوبِ، والطَّماطِمُ: جَمعُ طِمطِم: وهو الَّذي لا يُفصِحُ، والوِفَارُ: جمعُ وَفرةٍ، وهي الشَّعرُ الطَّويلُ الَّذي يَبلُغ شَحمةَ الأُذنِ» انتهى بتصرف.
(3) هكذا ضُبِطَت في الكِتابِ، والأصلُ أن يقولَ: (هِنديًّا) و (هِندكيًّا) لأنَّ اسم (إنَّ) منصوبٌ، ولعلَّه أتى بهما علَى (الحِكايَةِ) فرَفعَ، واللهُ تعالَى أعلمُ.
(4) قال المالقيُّ في (رَصف المبَاني في شَرحِ حُروفِ المعاني ـ ص: 266): «اعلم أنَّ الرَّاءَ لم تَجِئ مُفردةً في كَلامِ العَرَبِ، إلَّا في صِيغةِ الكَلمةِ شاذًّا لِلمُبالغَةِ، قالوا: سَبِطُ الشَّعر، وسَبِطر، ولا يُقاسُ على ذَلِك» اهـ
(5) (سِرُّ صِناعةِ الإِعرَابِ: 2/ 279).

ـ[عائشة]ــــــــ[19 - 01 - 2011, 09:56 ص]ـ
جزاكَ اللهُ خيرًا علَى هذه الفَوائدِ الطيِّبةِ الحَسَنَةِ.

وفي «القاموس المُحيط»:
(رَجُلٌ هِنْدِكِيٌّ -بكسرِ الهاءِ والدَّالِ-: مِنْ أَهْلِ الهِنْدِ، ولَيْسَ مِن لَفْظِهِ؛ لأنَّ الكافَ لَيْسَتْ مِنْ حُروفِ الزِّيادةِ، ج: هَنَادِك) انتهى.

ولعلَّكَ تُعيدُ النَّظَرَ في ضَبْطِ (سبطر).

وشَكَرَ اللهُ لكَ.

ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[19 - 01 - 2011, 11:53 ص]ـ
جَزاكمُ اللهُ خيرًا ..

ولعلَّكَ تُعيدُ النَّظَرَ في ضَبْطِ (سبطر).

(السِّبَطْرُ) بِكَسرِ السِّينِ وفَتحِ البَاءِ، قالَ الزَّبِيديُّ في (تَاج العَروسِ: 11/ 496):
«السِّبَطرُ من الرِّجالِ: السَّبْطُ الطَّويلُ، قالَه شَمِرٌ. والسِّبَطرةُ: المرأةُ الجسيمةُ، وشَعْرٌ سِبَطرٌ: سَبْطٌ» اهـ

ـ[عائشة]ــــــــ[22 - 01 - 2011, 07:44 ص]ـ
بُورِكْتَ.

وهذا مِن تداخُلِ الأُصولِ، وقد عقدَ له ابنُ جنِّي -رحمه اللهُ- بابًا في «خصائصِهِ»، ومِمَّا قالَ فيه (2/ 51):
(فأمَّا تداخلُ الثُّلاثيِّ والرُّباعيِّ -لتشابههما في أكثرِ الحروفِ-؛ فكثيرٌ؛ منه قولُهم: سَبِطٌ، وسِبَطْر. فهذانِ أَصْلانِ لا مَحالةَ؛ ألا ترَى أنَّ أحدًا لا يدَّعي زيادةَ الرَّاءِ. ومثلُه -سواء-: دَمِث، ودِمَثْر، وحَبِج، وحِبَجْر).

وهذه فائدةٌ عَن (محمَّد بن حبيب) -وجدتُّها في نفسِ الصَّفحةِ الَّتي نقلتُ منها كلامَ ابنِ جنِّي! -؛ يقولُ المحقِّقُ -محمَّد النَّجَّار-:
(«حبيب» اسمُ أُمِّهِ؛ فلذلك لا يُصْرَفُ. وانظُر: «مراتب النَّحويِّينَ»: ص157، و «البغية»: 29) انتهَى.

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1351
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست