responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 131
فتح همزة إن بعد القول بين المنع والجواز
ـ[أبو محمد يونس المراكشي]ــــــــ[14 - 04 - 2014, 08:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين.
أما بعد:
فإن همزة إن بعد القول من المسائل التي طال الجدال حولها بين قائل بوجوب كسرها مانع من فتحها مخطئ من يقوم بفتحها، وبين قائل بجواز فتحها بلا شرط ولا قيد وبلا مراعاة لقواعد النحاة، وقد حاولت في هذا البحث أن أقف موقفا وسطا من المسألة، وهو أنه يجوز فتحها بشروط مع أن الأفضل كسرها.
وقد سلكت في سبيل ذلك الخطة الآتية:
مقدمة
المبحث الأول: وجوب كسر همزة إن بعد القول.
المطلب الأول: أدلة هذا القول
المطلب الثاني: مناقشة هذه الأدلة
المبحث الثاني: جواز فتح همزة إن بعد القول
المطلب الأول: أدلة هذا القول
المطلب الثاني: مناقشة هذه الأدلة
خاتمة
وقد حاولت الاختصار ما استطعت، أرجو أن أكون قد وفقت فيه.

مقدمة
كثيرا ما تصادفنا في حياتنا اليومية مواقف يكون لها أثر عميق في النفس يدفعك نحو عمل من الأعمال، وهذا بالضبط ما حصل لي مع هذا الموضوع فقد وقع لي موقف مع أحد الأساتذة الكرام حيث قال لي إنه لا يجوز فتح همزة إن بعد القول بحال، فكان قوله ذاك سببا في كتابة هذا الموضوع الذي سأحاول فيه إثبات جواز فتح همزة إن بعد القول بأدلة أظنها قوية إن شاء الله، وأطلب من أساتذتي الكرام التعليق على الموضوع لما له من أهمية في أيامنا هذه، وجزاهم الله عنا خيرا مقدما.

ـ[أبو محمد يونس المراكشي]ــــــــ[14 - 04 - 2014, 08:47 م]ـ
المبحث الأول: وجوب كسر همزة إن بعد القول.
المطلب الأول: أدلة هذا القول

يستدل القائلون بوجوب فتح همزة إن بعد القول بدليلين أساسين هما:
أولا: القاعدة العامة التي اعتمدها النحاة في فتح همزة إن أو كسرها وهي:
إذا صحَّ أن يُصاغ من إنّ وإسمها وخبرها مصدر فتفتح همزة إن.
أما إذا لم يَجُزْ أن يصاغ منها هي واسمها وخبرها مصدر، فإن همزتها تكون مكسورة (1)،وفي هذا يقول ابن مالك:
وهمز إن افتح لسد مصدر ... مسدها وفي سوى ذاك اكسر
قال ابن عقيل: (إن لها ثلاثة أحوال: وجوب الفتح ووجوب الكسر وجواز الأمرين.
فيجب فتحها إذا قدرت بمصدر كما إذا وقعت في موضع مرفوع فعل نحو: يعجبني أنك قائم أي قيامك أو منصوبة نحو: عرفت أنك قائم أي قيامك أو في موضع مجرور حرف نحو عجبت من أنك قائم أي من قيامك وإنما قال لسد مصدر مسدها ولم يقل لسد مفرد مسدها لأنه قد يسد المفرد مسدها ويجب كسرها نحو ظننت زيدا إنه قائم فهذه يجب كسرها وإن سد مسدها مفرد لأنها في موضع المفعول الثاني ولكن لا تقدر بالمصدر إذ لا يصح ظننت زيدا قيامه.
فإن لم يجب تقديرها بمصدر لم يجب فتحها بل تكسر وجوبا أو جوازا على ما سنبين وتحت هذا قسمان أحدهما وجوب الكسر والثاني جواز الفتح والكسر.) (2)

ثانيا: أن هذا هو الكثير في كلام العرب ومنه:
قول الله عز وجل: (قال إني عبد الله).
وقوله: (قال إنه يقول إنها بقرةٌ صفراء).
ومنه قول الشاعر:
تُعَيِّرُنا أنّا قليلٌ عديدُنا ...... فقلت لها: إنّ الكرامَ قليلُ

وغير هذه الأمثلة كثير.

فمن خلال ماسبق يتضح لنا قوة هذا القول، ولكن هذا لن يمنعنا من مناقشته لعلنا نصل إلى شيء جديد، وهذا ما سنفعله في المطلب القادم.

ـ[أبو محمد يونس المراكشي]ــــــــ[16 - 04 - 2014, 06:40 م]ـ
المطلب الثاني: مناقشة هذه الأدلة.
يمكن أنناقش هذه الأدلة من وجهين:
أولا: فيما يخص القاعدة التي وضعها النحاة، فيمكن أن نقدر المصدر عن طريق أحد شيئين:
أ- إما على تضمين الفعل معنى ذكر أو أخبر، ومثاله قولنا (قلت أن –بفتح الهمزة-زيدا كريم) وبيانه أن جملة -أن زيدا كريم- لو أُوِّلتْ بمصدرفقيل: [قلت كرمُ زيد] لما كان لها معنى ولما صحت، لأن قال فعل لازم، أما إذا ضمناه معنى ذكر فلا إشكال إذ يصير تقدير الكلام ذكر كرمََ زيد، وهذه تصح لأن ذكر يتعدى بنفسه إلى المفعول بعكس قال.
ويعكر على هذا القول اختلاف النحاة في التضمين هل هو سماعي أم قياسي، وحتى من قال بأنه قياسي اشترط له شروطا حتى يصح ذلك التضمين.
ب- وإما على تقدير حرف الجر؛ لأن حذفه قياسي مع "أنْ" أو "أنَّ" ومدخولهما، قال ابن مالك:
وعد لازما بحرف جر ... وإن حذف فالنصب للمنجر
نقلا وفي أنَّ وأن يطرد ... مع أمن لبس: كعجبت أن يدوا
قال ابن عقيل رحمه الله:
(وأما أنَّ وأن فيجوز حذف حرف الجر معهما قياسا مطردا بشرط أمن اللبس كقولك عجبت أن يدوا والأصل عجبت من أن يدوا أي من أن يعطوا الدية ومثال ذلك مع أن بالتشديد عجبت من أنك قائم فيجوز حذف "من" فتقول: عجبت أنك قائم فإن حصل لبس لم يجز الحذف نحو رغبت في أن تقوم أو رغبت في أنك قائم فلا يجوز حذف في لاحتمال أن يكون المحذوف عن فيحصل اللبس. (3)
وبيان هذا القول هو أن جملة قلت أن زيدا كريم يمكن أن نقدر حرف جر محذوف ويكون تقدير الكلام قلت بأن زيدا كريم وهو جائز لا لبس فيه.

ثانيا: فيما يخص مسألة الكثرة فإن فتح همزة (إن) هو لغة من لغات العرب، وقد ذكرها سيبويه في كتابه، ووردت بها قراءات قرآنية أهمها قراءة الأعمش، كما ورد بها بيت شعر، وهذا ما سنقف عليه في المبحث القادم بإذن الله.
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 131
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست