responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1175
ما وجه قول السيوطي في تفسير: (لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس
ـ[ياسر محبوب خان]ــــــــ[20 - 08 - 2011, 03:27 ص]ـ
قال السيوطي رحمه الله في تفسير الآية ... {الذين يأكلون الربا} اي يأخذونه وهو الزيادة في المعاملة بالنقود والمطعومات في القدر أو الأجل {لا يقومون} من قبورهم {إلا} قياما {كما يقوم الذي يتخبطه} يصرعه {الشيطان من المس} الجنون متعلق بيقومون.
ما وجه قوله (متعلق بيقومون)؟ هل يعني به (من)؟ أليس هو متعلقا بـ (يتخبطه)؟

ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[20 - 08 - 2011, 04:21 ص]ـ
مرحبًا بك أخي الحبيب بين إخوانك.
ما وجه قوله (متعلق بيقومون)؟ هل يعني به (من)؟ أليس هو متعلقا بـ (يتخبطه)؟ قال السمين الحلبيّ في الدر المصون: (قوله: (مِنَ الْمَسِّ) فيه ثلاثةُ أوجه، أحدُها: أنه متعلقٌ بيتخبَّطه من جهةِ الجنونِ، فيكونُ في موضعِ نصبٍ قاله أبو البقاء. والثاني: أنه يتعلَّقُ بقوله: "يقومُ" أي: لا يقومون من المسِّ الذي بهم إلا كما يقوم المصروع. الثالث: أنه يتعلَّقُ بقولِه: "يقومُ" أي: كما يقومُ المصروع من جنونِه. ذكر هذين الوجهين الأخيرين الزمخشري.
قال الشيخ-يعني أبا حيان-: "وكان قَدَّم في شرحِ المَسِّ أنه الجنونُ، وهذا الذي ذهب إليه في تعلقِ "من المس" بقوله "لا يقومون" ضعيفٌ لوجهين، أحدُهما: أنه قد شَرَحَ المسَّ بالجنون، وكان قد شَرَحَ أنَّ قيامَهم لا يكون إلا في الآخرة وهناك ليس بهم جنونٌ ولا مَسٌّ، ويَبْعُدُ أن يَكْني بالمسِّ الذي هو الجنونُ عن أكلِ الربا في الدنيا، فيكونُ المعنى: لا يقومون يومَ القيامة أو من قبورهم من أجلِ أكلِ الرِّبا إلا كما يقومُ الذي يتخبَّطُهُ الشيطان، إذ لو أُريد هذا المعنى لكان التصريحُ به أَوْلَى من الكنايةِ عنه بلفظِ المَسِّ، إذ التصريحُ به أَبْلَغُ في الزجرِ والردعِ. والوجه الثاني: أنَّ ما بَعد. "إلاَّ" لا يتعلَّقُ بما قبلها إلا إنْ كان في حَيِّز الاستثناء، وهذا ليسَ في حَيَّز الاستثناء، ولذلك منعوا أَنْ يتعلَّقَ "بالبيناتِ والزبرِ" بقوله: (وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً) وأنَّ التقديرَ: وما أرسلنا بالبيناتِ والزبرِ إلا رجالاً".
قلت: أمَّا تضعيفُه المعنى فليس بجيدٍ، بل الكنايةُ في لسانِهم أَبْلَغُ وهذا مِمَّا لا يُخْتَلَفُ فيه. وأمَّا الوجهُ الثاني، فإنه يُغتْفرُ في الجارِّ والظرفِ ما لا يُغْتَفَرُ في غيرِه، وشواهدُهُ كثيرةٌ.
والمَسُّ عُبِّر به عن الجنونِ في لسانهم، قالوا: مُسَّ فهو مَمْسُوس، مثل: جُنَّ فهو مَجْنون، وأنشد أبو بكر:
أُعَلِّلُ نفسي بما لا يكونُ * كذي المَسِّ جُنَّ ولم يُخْنَقِ
وأصلُه أنَّهم يقولون: إنَّ الشيطانَ يَمَسُّ الإِنسانَ بيدِه ويرْكضُه برجلِه، ويُعَبَّرُ بالجنونِ عن النشاطِ والسرعةِ وخفةِ الحركةِ، لذلك قال الأعشى يصف ناقته:
وتُصبحُ عن غِبِّ السُّرى وكأنما * أَلَمَّ بها مِن طائفِ الجنِّ أَوْلَقُ
وقال آخر:
بخيلٍ عليها جِنَّةٌ عبقريةٌ) اهـ

ـ[ياسر محبوب خان]ــــــــ[20 - 08 - 2011, 12:47 م]ـ
شكرا جزيلا أخي الزاهر بمساهماته.

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1175
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست