قرأتُ في الملتقَى سؤالاً وُجِّه إليَّ بتاريخ 23/ 9/1432، وهذا نصُّه:
سؤال موجه إلى ... عائشة
كتبتِ في إحدى مشاركاتك ما يلي:
أستاذنا اللغويّ صالحاً العمريّ
السؤال علامَ نصبتِ صالحاً؟
علماً بأني لست جديراً بالتصحيح لأمثالكِ
إذا كان بدلاً من المنادى فحقُّه البناء على الضمّ فيقال (صالحُ)؛ لأنّ البدل -كما تعلمين- على نيّة تكرار العامل وصالح علم مفرد.
والله أعلم.
وقد رأيتُ أنْ أُفردَه في موضوعٍ مستقلٍّ؛ لكثرة ورود ذلك في الكلامِ، والحاجة إلى معرفةِ إعرابِه. وأعتذرُ للأستاذِ / أبي راكان فهدٍ -وفقه الله- عن تأخُّري في الجواب؛ لانقطاعي عن المشاركة في شهر رمضان المُبارَك.
وتفصيلاتُ موضوع (أحكام تابع المُنادَى) مسطَّرةٌ في الكتب النَّحويَّة؛ ولكنني أكتفي بالتَّعليق على هذه الحالة؛ وهي مجيء المنادى منصوب اللفظ وجوبًا، وتابعُه علم مفرد -كما في المثال المذكور-، ففي هذه الحالة: يجوز الوجهان: النَّصب، والرَّفع.
يقولُ الأستاذ عبَّاس حسن في كتابه " النحو الوافي " (4/ 41):
(فإن كان المنادى منصوب اللَّفظ وجوبًا، وتابعُه نعتٌ، أو عطف بيان، أو توكيد؛ وجب نصب التابع مطلقًا)
ثمَّ يقول:
(وإن كان التَّابع بدلاً، أو عطف نسق مجرَّدًا من (أل)؛ فالأحسن أن يكون منصوب اللفظ كالمتبوع؛ مثل: بوركتَ يا أبا عبيدةَ عامرًا ...)
ثم نقلَ في هامش ص 42 نصًّا من كتاب سيبويه:
قالَ للخليل: (أرأيتَ قول العرب: " يا أخانا زيدًا أقبلْ ". قال عطفوه (أي: هو عطف بيان) على هذا المنصوب؛ فصارَ نصبًا مثله. وهو الأصل؛ لأنه منصوب في موضوع نصب. وقال قوم: " يا أخانا زيدُ " -بالبناء على الضمِّ-. وقد زعم يونس أنَّ أبا عمرو كان يقولُه، وهو قول أهل المدينة. قال: هذا بمنزلة قولِنا: يا زيدُ؛ كما كان قوله: " يا زيدُ أخانا " بمنزلة " يا أخانا "، فيحمل وصف المضاف إذا كان مفردًا (أي: الحكم على هيئته وحاله إذا كان غير مسبوق بحرف نداء مباشر) بمنزلته إذا كان منادى. و" يا أخانا زيدًا " أكثرُ في كلام العرب؛ لأنهم يردُّونه إلى الأصل ...) انتهى.
والله تعالى أعلم.
ومن كانت عنده إضافات في موضوع (أحكام تابع المنادى)؛ فليتحفنا بها مشكورًا.
ـ[حنان]ــــــــ[03 - 09 - 2011, 11:55 ص]ـ
جزاكِ الله خيراً على هذا التوضيح المفيد والوافي، ونشكر الجليس (ابو راكان فهد) على التفاتته التي انتجت موضوعاً نافعاً مثل هذا الموضوع
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1167