اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1106
إشباع الكسرة بعد تاء المخاطبة ليس بفصيح
ـ[سعود الحربي]ــــــــ[16 - 11 - 2011, 10:24 م]ـ
سألني أحد الأخوة اليوم عن إعراب كلمة "أرضعتني" في حديث "ما أعلم أنك أرضعتني ولا أخبرتني"
ثم سألني هل يجوز أن يقال "أرضعتيني" بياء بعد التاء، وبعد البحث وجدت رواية ابن حبان بلفظ "أرضعتيني" فوقع في نفسي أنها خطأ من النساخ أو نحو ذلك.
لكن بعد البحث تبين لي أن هذه الياء نشأت من إشباع الكسرة.
ووقفت على كلام لأحد العلماء وذكر أنها ليست بفصيحة
يقول رحمه الله:
وقوله إنك لم تكوني قبضته ولا حزته هي الرواية الصحيحة وهي بدون الياء بعد تاء الخطاب وعلى ألسن المتفقهة لم تكوني قبضتيه ولا حزتيه بزيادة ياء إشباعا لكسرة تاء خطاب المرأة وليست بفصيحة وإن استعملها بعضهم في الشعر
والله لو كرهت كفي مصاحبتي ... لقلت للكف بيني إذ كرهتيني
طلبة الطلبة في الاصطلاحات الفقهية لعمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل، أبي حفص، نجم الدين النسفي (المتوفى: 537هـ)
أرجو من الإخوة إبداء رأيهم حول هذه المسألة وهل تكلم عنها أحد من النحويين.
ـ[أحمد بن حسنين المصري]ــــــــ[17 - 11 - 2011, 06:58 ص]ـ
الحمد لله وحده وبعد:- فيقول " القَسطلاني " في شرحهِ المسمي (إرشادَ الساري لشرح صحيح البخاري) (3/ 376):- " أرضعتني وفي رواية ابن عساكر وأبي الوقت (أرضعتيني) بزيادة مثناة تحتية قبل النون ولا أخبرتني ولابن عساكر ولا (أخبرتيني) بزيادة مثناة تحتية بعد الفوقية تولدت من إشباع الكسرة " انتهي.
فلو كان ذلك غير فصيح لنبه، وذكر " بدر الدين العيني " كلاما مشابها لهذا الكلام أيضا.
ووجدت في قصة قتلِ خالدِ بن الوليد - رضي الله عنه - مالكَ بنَ نُوَيرَةَ حيث قال الأخير لزوجته " أنت التي قتلتيني .. " "سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي" للعصامي. ولعلي أزيد الأمر بحثاً إن شاء الله قريباً، وأرجو من الإخوة أن يعلقوا لو كان في كلامي خطأ، واعذروني لجهلي.
ـ[سعود الحربي]ــــــــ[17 - 11 - 2011, 11:52 ص]ـ
لعل من المهم الوقوف على كلام النحاة في هذه المسألة.
قال سيبويه -رحمه الله- في «كتابه 4/ 200»:
(وحدَّثني الخليلُ أنَّ ناسًا يقولون: «ضَرَبْتِيهِ»، فيُلحقونَ الياء، وهذه قليلةٌ) انتهى.
وقالَ أبو حيَّان الأندلسيُّ -رحمه الله- في «التذييل والتكميل 2/ 132»:
(وحُكِيَ «ضَرَبْتِي» بياءٍ بعدَ الكسرةِ للمؤنَّثِ) انتهى.
علَّق محقِّقُ الكتابِ د. حسن هنداوي:
(الكتاب 4: 200، وفيه «ضَرَبْتِيهِ». وقد نُسِبَتْ لربيعةَ، يُلحقون الياء تاء المؤنث مع الهاء. تعليق الفرائد 2: 22، ونتائج التحصيل ص537).
الأخت عائشة السلام عليكم ورحمة الله،
إن اللغة العربية حين جمعها اللغويون القدماء فرّقوا فيها بين القياسي والسماعي، فما كان قياسياً لا بد أن ينضبط به متكلم اللغة، وما كان سماعياً فهو عبارة عن لغات العرب، ويؤتى بها فقط للاستئناس. أما الأصل فأنْ نلتزم بالقواعد التي وضعها النحاة والصرفيون وأفنوا عمرهم في التقعيد لها، وإذا كنا سنعود للغات العربية السماعية، فما جدوى القواعد إذن؟؟
لِيخترْ كلٌّ منا ما راق له من أشياء وليَنْتَقِ ما أعجبه من كل لهجة من لهجات العرب ولْيضع له لغةً خاصة به. ولكن الأمر ليس كذلك فلا بد لمستعمل اللغة من الخضوع للقواعد والالتزام بها لأن هناك لغةً معياراً ننضبط بها جميعاً حتى لا تضيع العربية وحتى تُحفظ من لحن اللاحنين - وإن كانت اللغة العربية محفوظة بحفظ القرىن الكريم الذي نزل بها - ولو كان الاعتداد باللغات أو اللهجات العربية أمراً مطلوباً لكان أول ما اخذنا به هو عدم تغيير المثنى لا بالرفع بالألف، ولا بالنصب والجر بالياء، بل تركُه على صورة واحدة مهما كان موقعُه الإعرابي، اتباعاً لقوله سبحانه وتعالى: ((إن هذان لساحران)) فمن لهجات أو لغات العرب تلك التي لا تغيّر من علامات المثنى حسب موقعه االإعرابي وإنما تستعملُه دائماً في صورة واحدة وهي الألف سواء كان مرفوعاً أم منصوباً أم مجروراً. إذن هل نأخذ بهذه اللهجة ونضرب عن اللغة صفحاً في ما وضعتْه من قواعد متعلقة بالمثنى؟؟
أقول هذا الكلام لأن النحاة والصرفيين قعّدوا لتصريف الأفعال قواعدَ معروفة لا نقاش فيها، وكلُّ من حاد عنها فهو مخطئ. ومنها إسناد الفعل إلى ضمائر الرفع المتحرِّكة والتي منها ضمير المخاطبة: قرأتِ (وليس قرأتي)، وسبَّحْتِ (وليس سبَّحتي)، فلم يقل النحاة ولا الصرفيون أبداً إن ضمير المخاطبة هو التاء المكسورة بعدها ياء!! ولا قالوا إن إسناد الفعل لضمير المخاطبة يكون بإضافة تاء مكسورة بعدها ياء في آخر الفعل!!
وحتى الأدلة التي استشهدتِ بها (وقد كتبتُها بالأحمر) كلُّها غير متينة، وإنما جيء بها من باب لإخبار فقط وزيادة المعلومات حول هذا الأمر وليس للاتباع.
وما لاحظتُه من خلال ارتيادي للكثير من المنتديات أن هذا الخطأ شائع في المشرق ربما لتأثير العامية، فكثيراً ما يكتبُ اأهل المشرق الأفعال بهذه الطريقة حتى اعتُبرت غير خاطئة، وهناك من يحاولُ إيجاد تبريراتٍ لها من اللغة، مع أن هذه التبريرات غير موجودة أصلاً.
¥
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1106