responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 109
ولكن تقديم أينما بالصدارة أَدى إلى تقديم ما يرتبط بها معنوياً فصارت الجملة هكذا: أينما تذهبْ أذهبْ.
فهذه الجملة فعلية ومثلها " متى تسافرْ أسافرْ " وأصلها: أسافرُ متى تسافرُ. " وهذه كلها فضلات وهي مقدمة من تأخير مثل قولنا محمداً أكرمتُ " و (غداً أسافرُ) و (بينكما أجلس) فكما أنه لا عبرة بالفضلات المتقدمة هنا وأن العبرة بصدر الجملة فكذلك الأمر في الشرط فهذه كلها جملٌ فعلية، وذلك لأن المبني عليه ما زال محتاجاً إلى الأسماء المتقدمة. " ثم ما الفرق بينها وبين أسماء الاستفهام؟ فلماذا يكون قولك (أيَّ رجل تكرم؟) جملة فعلية باعتبار أي مفعولاً به مقدماً ولا يكون (أيَّ رجل تكرمْ أكرمْ) جملة فعلية أيضاً مع أن إعراب (أي) في الحالتين واحد؟
أما إذا كان اسم الشرط طالباً وليس مطلوباً فالجملة عندها: اسمية, وهي كذلك ناتجة عن تدوير الرتبة, فجملة مثل " مَنْ يأْتِني أكرِمْهُ " أصلها: أكرمُ من يأتيني, ولكن تقدمت من بالصدارة وتبعها ما يرتبط بها فصارت مَن يأتني أُكرمْهُ وهي جملة اسمية لأن (من) مبتدأ وما بعدها هو الخبر " ثم إن هناك جملاًشبيهة بالشرطية نحو"الذي يأتيني فله الفضل" و "كل رجل يعنيني فأنا أَعنيه " وغيرها فهل تكون هذه الجمل جملاً خاصة أيضاً فلا تكون اسمية ولا فعلية؟
---------------------------------------------------

(1) فاضل السامرائي - الجملة العربية،ص 161.
(2) المصدر نفسه،ص 161
(3) المصدر نفسه، ص 161
(4) المصدر نفسه، ص 161
---------------------------------------------------
ومن الأدلة على أن أصل الجملة الشرطية جملةٌ فعلية " قول الشاعر النمر بن تولب (1):-
فإنَّ المنيَّةَ مَنْ يخشَها فسوفَ تُصادِفُهُ أَينما
يريد: أينما ذهب, وأينما كان" (2) أي تصادفهُ المنيةُ أينما ذهب ويمكن تحويلها إلى جملة شرطية فنقول:
أينما ذهب تصادفْهُ المنية, فصارت جملة شرطية, وكذلك مَنْ يخش المنيةَ تصادفْه, اسمية أصلها تصادف المنيةُ مَنْ يخشاها, فعلية وتتحول (مَن) إلى مبني عليه لأنها ليست مطلوبة لما بعدها. فتتحول من (مبني) إلى (مبني عليه) وتصبح طالبة بعد أن كانت مطلوبة, فبعد أن كانت مفعولاً به صارت مبتدأ والمباني تترتب بعدها من الخاص إلى العام.
بينما لا تتحول أينما إلى (مبني عليه) بل تبقى مبنية لأنها ما زالت مطلوبة للفعل بَعدها " وعلى هذا نحن نقول:
إن دَرَست فأنت ناجحٌ, أنت إن درستَ ناجحٌ, أنت ناجحٌ إن درستَ.
فالجملة الأولى مبنية على الشرط ابتداءً, والثانية مبنية على اليقين, والشرط معترض, (أو مبنية على اليقين المشروط) والثالثة مبنية على اليقين, حتى إذا مضى الكلام على اليقين أدركك الشرط فاستأنفته في الكلام, فالنجاح في الجملة الأخيرة آكد, لأن الإخبار مضى على اليقين أما الشرط فمتأخر, ثم الثانية لأن الشرط اعترض الخبر, ثم الأولى, لأن الكلام فيها مبني على الشرط ابتداءً" (3).
رابعا: الجملة الظرفية: -

كما زاد ابن هشام الجملة الظرفية وهي المصدرة بظرف أو بجار ومجرور نحو (أعندك زيدٌ) و"في الدار زيدٌ", إذا قدرت (زيداً) فاعلاً بالظرف والجار والمجرور لا
----------------------------------------------------
(1) إميل بديع يعقوب – المعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية،ج2، ص 835
(2) الزجاجي - الجمل في النحو، ص 274.
(3) فاضل السامرائي - معاني النحو، ج4،ص 122.
------------------------------------------------
بالاستقرار المحذوف ولا مبتدأ مخبراً عنه بهما" (1) وفي رأيي أن جملة كهذه هي عدول عن الأصل بالرتبة وهي تترتب من العام إلى الخاص هكذا
أعندك مستقرٌ زيدٌ
عام2 عام1 (مبني عليه)
والأصل أَزيد مستقرٌ عندك
وقد انتقل الظرف بالمنزلة ليتصل بهمزة الاستفهام ويتبعه ما هو أخص منه وهو الخبر المحذوف لدلالة الظرف عليه.
وكذلك في الدار جالس زيدٌ
عام2 عام1 مبني عليه (خاص)
والأصل فيها زيدٌ جالسٌ في الدار
مبتدأ (خاص) خبر ظرف
(مبني عليه) عام1 عام2
"والقول بالجملة الظرفية فيه نظر فيما يبدو لي, فإنه على ما ذهب إليه صاحب المغني, وهوأن الاسم المرفوع فاعلٌ بالظرف أو بالجار والمجرور في نحو (أعندك زيدٌ؟) ويبدو لي أن هذا القول فيه نظر ذلك أن"زيداً"مبتدأ مؤخر لا فاعل بدليل أنه يصح أن تدخل عليه النواسخ فنقول: (أإن عندك زيداً؟) ولو كان فاعلاً لم يصح دخول (إن) عليه ولا انتصابه.
وتقول: (أظننت عندك زيداً؟) ولو كان فاعلاً لم ينتصب, وتقول: أكان عندك زيدٌ؟) فزيد اسم كان لا فاعل, وإذا كان فاعلاً فأين اسم كان؟ وتقول: (أعندك كان زيدٌ؟) و (أعندي ظننتَ زيداً؟) فتدخل كان وظن عليه مباشرة, ومعلوم أنه لا يصح إدخالهما على الفاعل فبطل هذا القول " (2).
---------------------------------------------------
(1) ابن هشام – المغني, ص376.
(2) فاضل السامرائي –الجملة العربية، ص 160.
---------------------------------------------------
خامسا: الجملة الوصفية: -

كما أضاف تمام حسان (1) ومحمود نحلة (2) الجملة الوصفية, وهي التي يكون فيها المبني عليه وصفاً, وفي رأيي أن الوصف يعمل عمل الفعل, وإن كان الوصف يدل على حدث وموصوف فيما الفعل يدل على حدث وزمن (3) , فالفرق بينهما فرق في المعنى وليس في العمل والوظيفة.

---------------------------------------------------

(1) تمام حسان - اللغة العربية معناها ومبناها، ص98.
(2) محمود نحلة - نظام الجملة، ص 106.
(3) تمام حسان - اللغة العربية معناها ومبناها، ص98 وما بعدها.

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست