اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1037
ولنقل أن المعرب أخطأ القول وأن الشيخ وافقه على تقدير الحركة سهوا ثم قرر الشيخ أن الأحسن أن يقدم بين يدي لفظ اسم الله تعالى في الصيغ الإعرابية بقولنا: (الاسم الكريم) أو (لفظ الجلالة).
ويبقى في كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ما يشكل وذلك لأن الاحتراز بإضافة (الاسم الكريم) أو (لفظ الجلالة) تأدبا في مثل السؤال الذي طرحه الشيخ يزيل من ذهن السامع مظنة أن المرفوع هو المسمى لا الاسم وهذا - إن قصده المعرب - غير جائز.
فهناك فرق بين قولنا في إعراب (الله) من جملة (خلق الله الأرضين):
الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
وقولنا:
الله: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
فالإعراب الثاني قد يوهم أن علامة الرفع ظاهرة على المسمى وهو الله أي: ذات الله، ومع ما في إمكانية وقوع هذا الوهم من بعد فالأحسن التأدب مع الله عز وجل والأخذ بالإعراب الأول الذي ينص على أن الرفع واقع على آخر لفظ اسم الله وهذا لا إشكال فيه.
ولكن في قولنا:
الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع ... إشكال كبير إذ الفاعل حقيقة هو من قام بالفعل أو أسند إليه الفعل وبهذه الصيغة الإعرابية يكون الفاعل الذي خلق الأرضين هو لفظ الجلالة لا المسمى سبحانه وتعالى والصواب أن يقال:
الله: فاعل، ولفظ الجلالة مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. إن أردنا الخروج من الإشكال.
وأما القول بأن الكسرة ظاهرة تحت آخر المجرور فأظنه وهما بينا لأن الحركات الإعرابية التي يشار إلى ظهورها أو تقديرها في نهاية الأسماء والأفعال لا يراد بها الحركات المكتوبة وإنما يراد بها الحركات الملفوظة والحركات هي صوت يلحق آخر الكلمة على هيئات ثلاث: بضم الشفتين (رفع) بفتح الشفتين (نصب) بكسر الشفتين (جر) ولا يكون أي من ذلك فوق الكلمة ولا تحتها فالظهور المعتبر هو الظهور اللفظي لا الظهور الكتابي وإلا كان لزاما على من يعرب كلاما غير مضبوط بالحركات أن يقدر الحركات كلها على آخر الكلمات غير المضبوطة لعدم وجود حركة فوق أو تحت آخر الكلمة.
والله أعلم.
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1037