responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 199
24 - الجهاد
لغة: الجَهْد والجُهْد الطاقة، وقيل: الجَهْد المشقة والجُهْد الطاقة، وقال الأزهرى: الجَهْد بلوغك غاية الأمر الذى لا تألو على الجهد فيه، والجهاد: المبالغة واستفراغ ما فى الوسع والطاقة من قول أو فعل.

واصطلاحا: قتال مسلم كافرا غير ذى عهد بعد دعوته للإسلام وإبائه إعلاءً لكلمة الله.

وحقيقة الجهاد: المبالغة واستفراغ الوسع فى مدافعة العدو باليد أو اللسان أو ما طاق من شىء، وهو فى الإسلام على ثلاثة أضرب:
1 - مجاهدة العدو الظاهر إعلاءً لكلمة الله.
2 - مجاهدة الشيطان فى شتى صوره؛ إعلاءً لكلمة الله.
3 - مجاهدة النفس والهوى؛ اتباعا لمنهج الله.

وتدخل الثلاثة فى قوله تعالى: {وجاهدوا فى الله حق جهاده} (الحج 78) وفى الحديث الشريف: " لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية " (رواه البخارى) [1].

مشروعيته: شرع الجهاد بمعناه الاصطلاحى فى السنة الثانية من الهجرة ... يقول تعالى: {أُذِنَ للذين يقاتلون بأنهم ظلموا} (الحج 39) {انفروا خفافا وثقالا} (التوبة 41) {وقاتلوا المشركينَ كافة} (التوبة 36).

وقد أجمع على مشروعية الجهاد لقوله تعالى: {كُتِبَ عليكم القتال} (البقرة 216)، وقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: " من مات ولم يغزُ ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من نفاق" (رواه مسلم) [2].

وقد حدّه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قالها فقد عصم منى ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله" (رواه البخارى) [3]. وقد روى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - غزا سبعا وعشرين غزوة وبعث خمسا وثلاثين سرية [4].

وقد اتفق الفقهاء على فريضة الجهاد لقوله تعالى: {كُتِبَ عليكم القتال وهو كُرْه لكم} (البقرة 216). وهو إما فرض كفاية أو فرض عين، وقد ذهب الجمهور إلى أنه فرض كفاية إذا حصل مقصوده وهو كسْر شوكة المشركين وإعزاز الدين.

فالجهاد فرض على المسلمين فإذا قام به من يدفع العدو ويغزوهم فى عقر دارهم ويحمى ثغور المسلمين سقط فرضه عن الباقين وإلا فلا، والقصد من الجهاد دعوة غير المسلمين إلى الإسلام أو الدخول فى ذمة المسلمين ودفع الجزية وجريان أحكام الإسلام عليهم، أو ردّ أذى أو اعتداء على المسلمين يقول تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين} (البقرة 193).

وقد فضَّل الله المجاهدين فى آيات كثيرة، يقول تعالى: {لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أُولى الضرر والمجاهدون فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضَّل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضَّل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيما} (النساء 95).

كما فضل الرسول - صلى الله عليه وسلم - الجهاد فى أحاديث كثيرة، فحين سئل - صلى الله عليه وسلم - أىُّ العمل أفضل؟ قال: "إيمان بالله ورسوله" قيل: ثم ماذا؟ قال "الجهاد فى سبيل الله" (رواه البخارى) [5] حتى إن من اغبرت قدماه فى سبيل الله حرّمه الله على النار.

شروط المجاهد: ومن الشروط الواجب توافرها فيمن يجاهد:
1 - الإسلام.
2 - العقل.
3 - البلوغ
4 - القدرة على مؤنة الجهاد.
5 - السلامة من الضرر فلا يجب على العاجز غير المستطيع. يقول تعالى: {ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج} (الفتح 17).
6 - الذكورة: لما روته السيدة عائشة- رضى الله عنها- أنها قالت: يا رسول الله هل على النساء جهاد؟ فقال: "جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة" (رواه ابن ماجة [6] وما تواترت أنباؤه هو اشتراك المرأة فى المساعدة أثناء المعارك فى نقل الجرحى وتمريضهم، ونقل الماء للجنود، وعلى ذلك يكون اشتراك المرأة فى الجهاد بالسيف تطوعا، ومن أشهر النساء اللائى قاتلن السيدة "نسيبة بنت كعب" والتى كانت تدفع الأعداء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى "غزوة أحد".

محرمات الجهاد ومكروهاته: ومن الأشياء التى تحرم فى الجهاد، أو تبلغ حد الكراهة:
1 - القتال فى الأشهر الحرم (رجب- ذو القعدة- ذو الحجة- محرم).
2 - الغدر، وذلك بالخيانة ونقض العهد.
3 - قتل النساء والصبيان والمجانين والخنثى المشكل والشيخ الكبير، والراهب فى صومعته، وأهل الكنائس الذين لا يخالطون الناس.
4 - التمثيل بالقتلى وإتلاف المال من شجر وزرع فى غير ما ضرورة.
5 - الفرار من الزحف، لقوله تعالى: {أيا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير} (الأنفال 15 - 16).

ومن عوامل النصر الالتزام فى الجهاد بكل ما سبق من شروط ومحرمات، مع الإيمان بالقضية والصبر عند لقاء العدو، والثبات، والطاعة للإمام، وإعداد العدة والقوة متمثلة فى قوة الإيمان وقوة العتاد من سلاح وتنظيم على أعلى مستوى من التقنية التى وصلت إليها الإنسانية.

(هيئة التحرير)
1 - فتح البارى بشرح صحيح البخارى، [6]/ [3]، ط السلفية.
2 - صحيح مسلم، [3]/ 1517، الحلبى.
3 - فتح البارى، [3]/ 262.
4 - المبسوط السرخسى 10/ [3]/، المهذب للشيرازى [2]/ 277.
5 - فتح البارى [1]/ 77.
6 - سنن ابن ماجة، [2]/ 968، ط الحلبى.

المراجع
[1] - الجهاد فى الإسلام قديما وحديثا، رودلف بيترز، مؤسسة الأهرام، ط 1، 1417 م/ 1996م.
[2] - بداية المجتهد ونهاية المقتصد، لابن رشد- ط البابى الحلبى، القاهرة 1960م.
[3] - السياسة الشرعية فى إصلاح الراعى والرعية، لأبى العباس أحمد بن تيمية. تحقيق وتعليق/ محمد إبراهيم البنا ومحمد أحمد عاشور مطبعة الشعب.
[4] - غاية الإرشاد إلى أحكام الجهاد، فرج محمد غيث، ط البابى الحلبى، القاهرة 1955م.
[5] - الجهاد: عبد الله مصطفى المراغى، مطبعة السنة المحمدية القاهرة 1369 هـ/ 1950م.
[6] - القرآن والقتال، الشيخ محمود شلتوت- مطبعة النصر ومكتب اتحاد الشرق القاهرة 1948م.
7 - الموسوعة الفقهية، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، ط الكويت 1988م.
اسم الکتاب : موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 199
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست