responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسلوب الحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير وتطبيقاته التربوية المؤلف : الجابري، عدنان    الجزء : 1  صفحة : 95
ثالثاً: كف عدوان المبطلين والمعاندين:
إن الأعداء يتربصون بنا , ويخططون لهدم قواعد الإسلام , فلا بد من كف خطرهم والتصدي لهم؛ لذا حذرنا الله سبحانه وتعالى من عدوان المنافقين , فقال سبحانه: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [4]} [1] , أي "هم العدوّ يا محمد فاحذرهم، فإن ألسنتهم إذا لَقُوكم معكم وقلوبهم عليكم مع أعدائكم، فهم عين لأعدائكم عليكم " [2] , فلا بد من الحذر من الأعداء وكف أذاهم.
لذا كانت هناك طرق يستعملها المسلم في كف أيدي الأعداء وأذاهم , فكان الحوار الفعال الذي ينطلق من مصدريه القرآن الكريم والسنة النبوية من الطرق والأساليب التي تعين على ذلك , فعندما يرى الطرف الآخر مدى قوة مُحاوِرِه وتمكنه من متطلبات الحوار اللازمة , ومدى تمسكه بدينه وثقته بنفسه , يذعن ويكف أذاه , فيسلم بذلك المسلم من عداوة المبطلين والمعاندين.
وفي حياة مصعب بن عمير - رضي الله عنه - وعندما أسلم لاقى ألواناً من التعذيب من أمه وقومه [3] , حتى هاجر إلى الحبشة [4]. فعندما جاء من المدينة إلى مكة أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما جرى مع الأنصار [5] , ثم ذهب إلى أمه فدار بينهما حوارٌ استطاع فيه - رضي الله عنه - أن يكف عدوان أمه وقومه , فكان مما دار بينهما أن قالت له أمه: " إنك لعلى ما أنت عليه من الصَّبْأَةِ بعدُ! قال: أنا على دين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو

[1] سورة المنافقون: آية (4).
[2] الطبري: تفسير الطبري , مصدر سابق, 23/ 395.
[3] السهيلي , عبد الرحمن بن عبد الله: مصدر سابق , 4/ 52.
[4] ابن اسحاق: مصدر سابق , ص 174.
[5] ابن سعد: مصدر سابق , 3/ 88.
اسم الکتاب : أسلوب الحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير وتطبيقاته التربوية المؤلف : الجابري، عدنان    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست