responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول الدعوة المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 41
وهم مشغلون بعبادة الله بالليل وبالنهار؛ لا يكلون ولا يملون {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} (الأنبياء: 20) كما وصفهم من خلقهم -سبحانه وتعالى- وأما علاقتهم بالكون؛ فهم يدبرون حركته ويرعون شئونه بتكليف من الله لهم، كما قال سبحانه: {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا} (النازعات: 5) وقال: {فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا} (الذاريات: 4) والمراد الملائكة تدبر أمر المخلوقات بإذن الله طاعة لله، لا ابتداء من أنفسهم؛ فإنهم كما وصفهم الله {لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُون} (الأنبياء: 27).
وقد وَكّل الله تعالى بالسموات ملائكة وبالجبال ملائكة وبالسحاب ملائكة وبالمطر ملائكة، ووكل بالوحي ملائكة وبالموت ملائكة وبالجنة ملائكة، وبالنار ملائكة وعلاقة الملائكة بالإنسان تبدأ من حين تقع النطفة في الرحم، حتى يخرج بشرًا سويًّا، ثم لا يفارقونه حتى يستقر في القرار الأبدي في الجنة أو النار. عن أنس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن الله -عز وجل- وكل بالرحم ملكًا يقول: يا رب نطفة يا رب علقة يا رب مضغة؛ فإذا أراد أن يقضي خلقه، قال: أذكر أم أنثى، شقي أم سعيد؛ فما الرزق والأجل؟ فيكتب في بطن أمه)).
أما علاقة الملائكة بالمؤمنين؛ فإنها علاقة مودة ومحبة ورحمة، يدل عليها استغفارهم للمؤمنين وسؤالهم الله -عز وجل- أن يدخلهم الجنة كما قال سبحانه: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (غافر: 7 - 9).
وللإيمان بالملائكة أثره في حياة المؤمن؛ فإن من لوازم الإيمان بالملائكة تربية النفس على النظام والطاعة، وترتيب الأمور وإخلاص الله -سبحانه وتعالى- وإفراد الله -سبحانه وتعالى- بالعبادة

اسم الکتاب : أصول الدعوة المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 41
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست