responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 1 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 105
وحينما تَبيَّنتْ عِفَّة يوسف -عليه السلام-، وصِدقه وطهارَته بعد رِحلة السِّجن، كان الإقرار والاعتراف والنَّدم من زَوجة العَزيز، وإعلانها أنّ هذا بسبب النَّفس الأمّارة بالسوء، قال تعالى على لسانِها: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} (يوسف:53).
ولقد كانت النفس الأمّارة بالسوء هي المُحرِّكة للسامريّ لفِتنة بني إسرائيل واتّخاذِهم العجل إلهاً، قال تعالى على لسان موسى -عليه السلام-: {قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ * قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي} (طه:95، 96).
وهي أيضاً وراء الاستكبار في الأرض، والظُّلم والعُتو والاستبداد والكُفر عَبر تاريخ البشرية، قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً} (الفرقان:21).
وهكذا تظل النّفس الأمّارة بالسوء هي الدافع لارتِكاب المَعاصي واقتراف السيئات؛ ولهذا كان حديث القرآن على النَّفس البَشرية حديثاً مُستفيضاً شَمل كلّ جَوانبها، والعَوامِل المؤثرة فيها، وسُبل إصلاحها وتقويمها، قال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} (الشمس:7 - 10).

2 - أركان الأمْر بالمَعْروف والنّهي عن المُنْكر

تابع: أسباب المَعْصية
6 - البِيئة الاجتماعية:
إنّ من سُنن الله في خَلْق الإنسان أنّ الطِّفل حينما يَستقبل الحَياة وتَنفَتِح عَيناه في الدنيا، يكون على الفِطْرة النَّقية، قَلبه أبيض كاللّبن، ونَفْسه صافية صفاء الماء العَذب، وصَدره الصَغير كتاب مَفتوح تُسطِّره الأسرة والمَدرسة والمُجتمع؛ فعَن

اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 1 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست