responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 2 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 254
5 - تثبيت قلوب المؤمنين في ميادين الجهاد:
إنَّ الصِّراع بين الإيمان والكفر، وبين العدل والظُّلم، وبين الحقِّ والباطل لا ينطفئ لهيبُه، ولن تخمد جذوته، ونظراً لضعف الكفر والظلم والباطل في حقيقتهم؛ فإنهم يتدرَّعون بالقوة، ويَفرضون سطوتهم وبطشهم، بأعتى سلاح ليحموا بذلك ما يخفونه من معتقدات فاسدة، لا تصمد أمام الحجَّة ولا تقف أمام الدَّليل.
وهذا هو المُشاهد في الصِّراعات المعاصرة، لذلك فإنَّ من سنَّة الله في إدارة الصراع بين الإيمان والكفر، أنَّه إذا صدَقت النيَّة، وخلَص التَّوجه إلى الله، واستجمع المسلمون شروط النصر، فإنَّ الله -سبحانه وتعالى- يمدُّهم بنصرٍ من عنده، ويوحي إلى الملائكة بتثبيت قلوبهم، والمساهمة بالقتال بجانبهم، كما حدث في معركة بدر قال تعالى:
{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةُ مُسَوِّمِينَ} [آل عمران:123 - 125].
وكما حدث في غزوة الأحزاب، قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً} [الأحزاب:9].
قال تعالى:
{وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ وَمَا هِيَ إِلا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ} [المدثر:31].
هذه بعض أعمال الملائكة وعمق صلتهم بالبشر، والله -سبحانه وتعالى- أعلم بحقيقتهم ودرجاتهم عنده، قال تعالى:
{وَمَا مِنَّا إِلا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ} [الصافات:164 - 166].

اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 2 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 254
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست