responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 3 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 188
تخدعها الشعوذة والخرافات والأوهام، بل قلَّ أن تجد للكهانة بين أبناء الأمة الإسلامية سوقًا نافقة، كما تجدها في سائر الديانات، ذلك أنَّ الإسلام قام على النظر في البرهان، قال تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (البقرة: 111).
4 - غرس مبادئ قوة العزم والرأي، واستقلال الفكر، والاعتماد على النفس، ولهذا لم يجد النبي -صلى الله عليه وسلم- في أصحابه ضعفًا في مواقف الجدِّ، فلم يجد همَمَهم فاترة، وعقولهم قاصرة، كما وجد موسى -عليه السلام- في بني إسرائيل ذلك الخَوَر الفاضح، حين ذهب بهم إلى العدو، إذا بهم ينكصون على أعقابهم، ويخاطبونه بلسان الخائر الجبان: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ} (المائدة: 24) ألَا بعدًا لقوم لا يؤمنون، ألهذا كانوا يقترحون الآيات ويمعنون في طلب المعجزات، كلا لم يجد من أصحابه مثل هذا.

وُدُّ النبي -صلى الله عليه وسلم- ووفاؤه، وتفقُّد أحوال أصحابه، وكرمه
ودّه -صلى الله عليه وسلم- ووفاؤه:
كان -صلى الله عليه وسلم- أكثر ما يكون ودًّا ووفاء للضعفاء والبسطاء من الذين حملوا معه أعباء الدعوة وأثقال الجهاد، وذات يوم مرَّ أبو سفيان على سليمان وصهيب وبلال، وكانوا عبيدًا فأعتقوا، فقالوا: والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدوّ الله مأخذها، فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدها؟ فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقصَّ عليه فقال: ((يا أبا بكر، لعلك أغضبتهم، إن كنت أغضبتهم فقد أغضبت ربك)) فانطلق إليهم أبو بكر فقال: أغضبتم يا إخوتي؟ قالوا: لا، يغفر الله لك، لقد خشي النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يكون قد مسَّهم حرج أو استشعروا إهانة، وهم البسطاء الضعفاء، الذين لم يكن لهم شرف ولا كرامة إلّا بالإسلام، فإنه

اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 3 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 188
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست