responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 90
أخبار الله -تبارك وتعالى- وقد أخبر الله عنه في كتابه وكفى بما يخبر الله تعالى به دليلًا، إذ الخالق سبحانه أعلم بما خلق، ومن أخبار الله -تبارك وتعالى- عن الملائكة، ما جاء في قوله -جل ذكره-: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} (البقرة: من الآية: 30) فقد تضمن هذا الخبر وجود الملائكة ومخاطبة الله تعالى لهم، ومخاطبتهم له -سبحانه وتعالى- وهو دليل قاطع على وجود الملائكة، وقال تعالى: {وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ} (الزخرف: من الآية: 19) وفي هذا الخبر ينكر تعالى، ويعيب على المشركين دعواهم أن الملائكة إناث؛ حيث قالوا ما ليس لهم بهم علم. فهل يعقل أن يعاب أو ينكر على غير موجود.
وقد قال تعالى أيضًا: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} (النجم: 26) ففي هذا الخبر أن كثيرًا من الملائكة لا تغني شفاعتهم عن أحد شيئًا، وهل يشفع أو لا يشفع غير موجود.
وأخيرًا فهل هذه الأخبار الإلهية عن الملائكة -وهي كثيرة جدًا، وكلها تتحدث عن صفاتهم، وأحوالهم، وعبادتهم، وأعمالهم- لا تدل على وجود الملائكة دلالة تكسب اليقين، اللهم بلى. لا شك تدل دلالة واضحة، وتجعل الإنسان على يقين من وجود الملائكة، كما أخبر بذلك رب العالمين.
ذكرت قبل قليل أخبار الله -تبارك وتعالى- أما أخبار الرسل عليهم -الصلاة والسلام- عن الملائكة، فهي أيضًا كثيرة جدًّا، ولنكتفي هنا بما تواتر عن خاتم هؤلاء الرسل جميعًا، ألا وهو نبينا محمد بن عبد الله -صلوات الله وسلامه عليه- فقد صح عنه -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: ((لا تدخل الملائكة بيت فيه كلب، ولا صورة)) وقال -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم)) وهذه الأخبار الصحيحة الثابتة عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لا شك أننا نؤمن بها، ونسلم بها، بأنها وحي من عند الله -تبارك وتعالى.

اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست