responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 483
حتى إن أباه كان يتعجب من فهمه ويقول: لقد استفدت من ولدي محمد فوائد من الأحكام، وكتبه أبوه إلى بعض إخوانه رسالة نوه فيها بشأنه وفهمه الجيد، وأنه بلغ الاحتلام قبل إكمال اثنتي عشرة سنة من عمره، ورآه أهلًا للصلاة بالجماعة إمامًا لمعرفته بالأحكام، وزوجه بعد البلوغ مباشرة.
ثم من طلب من أبيه الحج إلى بيت الله الحرام فأذن له، فحج وقصد المدينة النبوية وأقام فيها شهرين، ثم رجع بعد ذلك إلى أبيه في العيينة، وأخذ يدرس الفقه على مذهب الإمام أحمد على والده، ورزق مع قوة الحفظ سرعة الكتابة، بحيث إنه كان يخط كراسًا بخط واضح في الجلسة الواحدة بلا سأم ولا تعب مما يحير أصحابه، ويقول عنه عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ: وقد كتب بخط يده كثيرًا من مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية، لا يزال بعضها موجودًا بالمتحف البريطاني بلندن، وهذه العبارة تفيد أن الشيخ ابن عبد الوهاب -رحمه الله- كما سيتبين لنا بعد ذلك، سلك مسلك السلف الذي سلكه الإمام ابن تيمية -رحمه الله تبارك وتعالى.
وقال حفيده وتلميذه الشيخ عبد الرحمن بن حسن: لما قدم جده سليمان بن علي من الروضة ونزل العيينة كان أفقه من نزل نجد في وقته فتخرج عليه خلق كثير من أهل نجد، منهم ابناه عبد الوهاب وإبراهيم وكان المتولي للقضاء في العارض ابنه عبد الوهاب، وكان عمه يسافر إلى ما حولهم من البلاد لحاجتهم إليه في الإفتاء وما يقع بينهم من بيع العقارات، وكان عليه اعتمادهم فيما كتبه وأثبته، وأكثر إقامته مع أخيه عبد الوهاب فظهر شيخنا يعني: محمد بن عبد الوهاب بين أبيه وعمه، فحفظ القرآن وهو صغير وقرأ في فنون العلم، وصار له فهم قوي وهمة عالية في طلب العلم، فصار يناظر أباه وعمه في بعض المسائل

اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 483
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست