responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 414
وأصبح لها وجود قوي في سوريا وفلسطين والأردن ولبنان والعراق واليمن والسودان وغيرها.
كما أن للجماعة اليوم أتباعًَا في معظم أنحاء العالم، وهذا في الحقيقة نتيجة الترتيب والتنظيم لدى هذه الجماعة، وأنا من هذا المنبر -ومن باب النصيحة لله -تبارك وتعالى- ولعلمي أن هؤلاء يسعون إلى تطبيق الشَّرِيعَة، ولهم جهود في ذلك مشكورة، وأيضًا لهم جهود مشكورة في متابعة وتتبع الحركات العلمانية واليهود والنصارى وما يكيدونه للإسلام، لهذا كله أدعو أتباع هذه الجماعة إلى أن يلتزموا المنهج الصحيح والأصل المتين، وذلك بالرجوع الحق إلى كتاب الله وسنة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وأن يتعامل العبد معهما من خلال فهم سلف هذه الأمة.
ولذلك يجب علينا جميعًا أن نعظم النصوص الواردة عن السلف في الدين، وأن نعتني بها وأن نَهْتَمَّ بها، وأن نترك الغلو في الأشخاص، وأيضًا وأن نترك الغلو في إطلاق كلمة التكفير على المجتمعات؛ لأن هذا قد صدر من بعض قادة الإخوان، وكان له أثر كبير في ما وقع فيه المسلمون اليوم من مواجهة للحكام بالحق والباطل، وتكفير للحكومات وهذا فيه خطأ عظيم، وتطاول كبير، وبُعْدٌ عن منهج سلف هذه الأمة الصالحين، وإنما العبد عليه أن يسمع ويطيع لولي الأمر المسلم الذي يشهد لله بالواحدانية ولِنَبِيِّهِ -صلى الله عليه وآله وسلم- بالرسالة فيما أحب وفيما كره، ولا يعصي الله -تبارك وتعالى- فعلى العبد أن يطيع هؤلاء في المعروف، وعليه ألا يطيعهم في معصية الله -عز وجل- ولكنه مع ذلك لا يخرج عليهم، ولا يسل السيف عليهم، ولا ينبذ يدًا من طاعتهم؛ لأن في ذلك فتنة كبيرة.
قد جرب الناس الخروج على الولاة والحكام فما نالوا من وراء ذلك إلا الشر -والعياذ بالله تبارك وتعالى- والخروج على الحكام فيه ضعف للأمة؛ يجعل الأمة في موضع ضعيف، ويدعو الأمم من حولها إلى التكالب عليها؛ لأنها ستشعر بالتمزق الذي ظهر فيها ووقع من خلال أفرادها.

اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 414
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست