responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 363
ليكون قائدًا عامًا على الجيش بعد ذلك كله، وهكذا يفصل أمير المؤمنين -رضي الله عنه- الأمر بنظر ثاقب، فيسير حذيفة -رضي الله عنه- في جيش كثيف نحو النعمان ليوافيه بماء، بالمنطقة التي سيلتقي فيها معه هناك، وسار مع حذيفة خلق كثير من أمراء العراق، وقد أرصد في كل كورة ما يكفيها من المقاتلة وجعل الحرس في كل ناحية واحتاطوا احتياطًا عظيمًا حتى انتهوا إلى النعمان بن مُقرِّن -رضي الله تعالى عنه- حيث اتَّعَدوا يعني اتفقوا على المكان الذي يلتقون فيه، فدفع حذيفة -رضي الله تعالى عنه- ابن اليمان إلى النعمان كتاب عمر وفيه الأمر له بما يعتمده في هذه الوقعة، فكمل جيش المسلمين في ثلاثين ألفًا من المقاتلين، وتعبأت الفرس تعبئة عظيمة، واصطفوا صفوفًا هائلة في عَدد وعُدد كبير لم ير مثله، وقد تغلغل هؤلاء بعضهم في بعض وألقوا أشياء من الحديد وراء ظهورهم حتى لا يتمكنوا من الهرب أو الفرار.
ثم إن النعمان بن مقرن -رضي الله تعالى عنه- كبر عندئذ التكبيرة الأولى، كبر التكبيرة الأولى، فتأهب الناس للحملة، ثم كبر الثانية وهز الراية، فتأهبوا أيضًا، ثم كبر الثالثة وحمل وحمل الناس على المشركين وجعلت راية النعمان تنقض على الفرس حتى تصافحوا بالسيوف، واقتتلوا قتالًا لم يعهد مثله في موقف من المواقف المتقدمة، ولا سمع السامعون بوقعة مثلها، وقد قتل من المشركين ناس كثيرون في هذه الغزوة، ولكن النعمان -رضي الله تعالى عنه- وهو يجاهد في سبيل الله مات شهيدًا؛ فدفعت الراية بعد ذلك إلى حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- فأقام حذيفة أخاه نُعيمًا مكانه، وأمر بكتم موت النعمان حتى يبين الحال، لئلا ينهزم الناس، فلما أظلم الليل؛ انهزم المشركون مدبرين وتبعهم المسلمون، وهكذا انتهت المعركة بهزيمة ساحقة للفرس على أيدي الموحدين الذين امتلأت قلوبهم حبًّا لرسول الله، ولنصرة دين الله -على رسول -صلى الله عليه وآله وسلم الصلاة والسلام- وكان هؤلاء الرجال من وراء دعوة الإسلام يدعون الناس إليها ويجاهدون في سبيل الله فرضي الله تعالى عن جميع أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم.
وهذا هو نهاية حديثي، وفي الختام أصلي وأسلم على النبي المختار -صلى الله عليه وآله وسلم.

اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 363
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست