responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 326
الأمر السادس الذي يجب أن نتنبه له، وأن نعمل به عند إرادتنا القتال: ما يعرف في الحروب الحديثة بالحرب النفسية:
وهذه من أخطر الأسلحة التي يمكن أن يستخدمها كل فريق ضد الآخر، والقرآن الكريم أشار إلى أن إعداد العُدة المادية والمعنوية فيه إرهاب للأعداء، وتمكين للرعب في قلوبهم، وهو هدفٌ من أهداف إزهاق الباطل وإذلاله قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} (الأنفال: من الآية: 60).
وهناك قصص كثير يبين بعض ما كان يفعله الصحابة فيما يعرف بالحرب النفسية، فكان أبو دجانة -رضي الله تعالى عنه- يختال في مشيته أمام المشركين، ويتبختر وفي يده السيف الذي أعطاه له رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ولما قالت قريش: إنه سيقدم عليكم محمدٌ وأصحابه وقد أنهكتهم حمى يثرب، فلما بلغ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- مقالة المشركين حصر عن كتفه وعن عضده الأيمن مطبعًا بردائه، ورمل في الأشواط الثلاثة الأولى، وقال لأصحابه: ((رحم الله امرأ أراهم اليوم من نفسه قوة)) هذا في الحقيقة يبين أن الحرب النفسية لها أمورها النفسية أيضًا، وأن على العبد أن ينتبه لمثل ذلك.
هذه ستة أمور ذكرتها لكم الآن -أيها الإخوة الكرام- تحت هذه النقطة ألا وهي: بيان المطلوب من المسلمين عند إرادة الجهاد.
أنتقل بعد ذلك إلى نقطة أخرى مهمة أيضًا، وهو بعنوان:
ب- تمييز الصفوف عند القتال، وأن يكون تحت راية الإمام:
يجب تمييز الصفوف ومعرفتها عند القتال، وأما القول بأنه يجوز قتالٌ دون أن يتميز صف المسلمين من صفوف الكفار، فهو حرام، وقولٌ لا دليل عليه، ولا ينبني على فقه أو دين أو عقل، وهذه آيات القرآن الكريم، وأحاديث الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- وتاريخ الصحابة الكرام والمسلمين كله شاهد أنه لا قتال إلا بعد تميز الصفوف، وانحياز أهل الإسلام إلى إمامهم وعلمهم، وانحياز أهل الكفر إلى قوادهم وجيشهم، فلم

اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 326
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست