responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 220
الدلالة على أن خالق الإنسان هو مكون الأكوان
أنتقل بعد ذلك إلى عنصر أخير في كلمات سريعة، وهو بعنوان: الدلالة على أن خالق الإنسان هو مكون الأكوان:
وأقول هذا؛ لأن العلم الحديث بعد ما توصل إلى ما توصل إليه، ومن توصلوا كان معظمهم؛ إما من المنكرين لوجود الله -عز وجل- بالكلية، والمكذبين برسالة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وأقول لهؤلاء وهؤلاء الذين ينكرون خالق الأرض والسموات: إن الذي كون هذه الكائنات، والذي خلق الإنسان هو رب العزة، والجلال -سبحانه وتعالى- والأدلة على ذلك كثيرة منَ الكون المفتوح أيضًا إلى جانب ما جاء في كتاب الله -عز وجل.
وإن الذي ينظر في كتاب الله -عز وجل- ويستخدم عقله استخدامًا صحيحًا يصل إلى أن الإيمان بوجود الله -عز وجل- يقوم على أسس ثلاثة شَهِدَ بِهَا العقل، ودل عليها الكتاب والسنة، وهي أن العدم لا يخلق شيئًا، تأمل مثلًا قول الله -تبارك وتعالى-: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ والأَرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ} (الطور: 35، 36) لو تأمل الإنسان المنكر لخالق هذه الآية، وسأل نفسه سؤالًا عقليًّا؛ هل خلق الإنسان نفسه؟ الجواب: لا. لأن الإنسان كان عدمًا، ولا يمكن لمن كان كذلك أن يوجد نفسه، فلا بد إذن أن يكون هناك من أوجد هذا الإنسان، ولذلك قال الله: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ} فكل موجود لا بد له من موجد أوجده، أنت إذا دخلت بيتك، ووجدت شيئًا لم تأتِ به من قبل، لا شك أنك ستوقن، وتعتقد أن هناك من أَتَى بِهَذَا الشَّيْءِ، لذلك نحن وجدنا جميعًا، فلا بد أن نكون قد وجدنا من شيء، نرجع وننظر؛ ما هو هذا الشيء الذي أوجدنا هل نحن أوجدنا أنفسنا؟

اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 220
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست