responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 205
بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس السادس
(موقف الإسلام من العلم الكوني، والدلالة على أن خالق الإنسان هو مكون الأكوان)

العلاقة بين الإسلام والعلم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء، وسيد المرسلين، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهديهم إلى يوم الدين، وبعد:
عنوان هذا اللقاء: "بيان موقف الإسلام من العلم الكوني، والدلالة على أن خالق الإنسان هو مكون الأكوان". وهذه المحاضرة تشتمل على العناصر التالية:
العنصر الأول: العلاقة بين الإسلام والعلم، ويشتمل على النقاط التالية:
النقطة الأولى: قواعد المنهج العلمي في القرآن الكريم؛ وأقول هذا لأن بعض الناس -خاصة من المفتونين- يباهي بما في هذا العصر من مكتشفات العلم، ومستحدثات الاختراع، ويتشدقون بالدعاوي الفارغة، ومنها: أن التفكير الديني تفكير غيبي لا يصلح نظامًا لحياة، ولا منهجًا لبناء أمة، وأن سواء الصراط في معتقدهم هو الفكر العلماني، واللا ديني، وأنا أريد هنا أن أبين لهؤلاء أن القرآن الكريم هو أعظم دعوة عرفتها الأرض وضعت العلم الصحيح في موضعه من نفع البشر وإصلاح حالهم، وإنك لواجد في كتاب الله العديد من آيات القرآن التي تأمر بالبحث والنظر، وتحض على الدرس والاختبار والتجريب، فإذا كان العلم لا يعتمد غير الدليل والبرهان فها هو القرآن الكريم يجعل البرهان هو الفيصل بينه وبين خصومه، فيقول الله رادًّا على دعاوي اليهود في أن الجنة حكر لهم: {تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ} ثم يتحداهم أن يأتوا بالقرآن فيقول -سبحانه وتعالى-: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُودًا أو نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} (البقرة: 111).
بل إن أعظم قضية في الوجود كله هي التوحيد، وأكبر كبيرة هي الشرك، ومع ذلك فإن القرآن الكريم يطالب المشركين بالقرآن المصدق لزعمهم أن مع الله آلهة أخرى، فيقول سبحانه: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} (المؤمنون: 117)، وسدد الله مقالة أصحاب الكهف؛ إذ قالوا: {هَؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} (الكهف: 15).

اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 205
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست