responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 187
بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الخامس
(الإعجاز في القرآن الكريم طريق من طرق أصول الدعوة)

المعجزة في زمانها ومكانها
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهديهم إلى يوم الدين، وبعد:
أواصل الحديث حول سلسلة محاضرات طرق الدعوة، وعنوان هذا اللقاء: "الإعجاز في القرآن الكريم: فائدته، وأهميته"، وهذه المحاضرة أيضًا أقسمها إلى عدة عناصر:
العنصر الأول بعنوان "المعجزة في زمانها ومكانها" ويشتمل على النقاط التالية:
أ- تعريف المعجزة:
المعجزة في اللغة: اسم فاعل من الإعجاز، والإعجاز مصدر للفعل "أعجز"، يقال: عجز فلان عن الأمر، وأعجزه الأمر: إذا حاوله فلم يستطعه، ولم تتسع له مقدرته وجهده.
أما المعجزة في لسان الشرع فهي: أمر خارق للعادة، مقرون بالتحدي، سالم عن المعارضة. يقول ابن خلدون -رحمه الله تعالى-: إن المعجزات هي أفعال يعجز البشر عن مثلها؛ فسميت بذلك معجزة، وليست من جنس مقدور العباد، وإنما تقع في غير محل قدرتهم. ولهذا أقول: سميت معجزة لذلك؛ لأن سائر البشر يعجز عن مثلها أو الإتيان بمثلها.
والمعجزة إما حسية تجابه الحواس وتتحدى القُدَر -أعني القدر: العباد الآخرين- وأغلب المعجزات التي سبقت معجزة نبي الإسلام كانت من هذا النوع -أعني: معجزات حسية- أي: أنها كانت تقع في مجال الحس، وخاصة حاسة النظر؛ حيث إنها في هذا المجال تنكشف للناس على صورة تكاد تكون واحدة، لا اختلاف عليها بينهم؛ لأن الناس لا يختلفون كثيرًا في مدلول المرئيات، على حين يختلفون اختلافًا بعيدًا في مدلول ما يقع للحواس الأخرى من مسموعات ومشمومات وملموسات، وما إلى ذلك، وإما أن تكون المعجزة

اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 187
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست