responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 152
الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- في الأخبار الماضية والمستقبلة مما كان من أمور الغيب من أوجب الواجبات، واجتناب ما ينهى عنه رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أيضًا من أوجب الواجبات، كما قال سبحانه: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (الحشر: من الآية: 7) وقال -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((ما أمرتكم من أمر فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه)).
ومعنى ألا يعبد الله إلا بما شرع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يعني: ألا يعبد العبد ربه إلا بما جاء على لسان وهدي نبي الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ولهذا كان من شرطَي قبول العمل أمران مهمان: الأول: متابعة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأيضًا: الإخلاص لله -عز وجل- في العبادة، وفي هذا يقول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((من عمل عملًا ليس عليه أمرنا، فهو رد)).
وهذه الشهادة تقتضي -أيها الأخوة الكرام- أن يعترف العبد بالرسالة والنبوة للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وأيضًا أن يعتقد عبوديته -صلى الله عليه وآله وسلم- لربه، فهو بشر رسول -صلى الله عليه وآله وسلم- كما قال هو عن نفسه: ((إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله)) فلا يرفع -صلى الله عليه وآله وسلم- فوق منزلته عليه الصلاة والسلام، فيكون له خصيصة من خصائص الألوهية، فيعتقد العبد مثلًا أنه يعلم الغيب، أو ينفع ويضر، أو أنه يقضي الحاجات، ويفرج الكربات، كل هذا ليس من خصائص نبي الهدى والرحمة -صلى الله عليه وآله وسلم- فهو عبد لله سبحانه، وصفه ربه بالعبودية في أشرف المقامات، في إنزال القرآن الكريم، قال: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} (الفرقان: 1) وفي مقام الإسراء قال: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} (الإسراء: من الآية: 1) وفي مقام الحفظ وكفاية الله له، قال الله: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} (الزمر: من الآية: 36).
ومع هذا فهو رسول يجب أن يصدق، وأن يطاع، وأن يتبع -صلوات الله وسلامه عليه- وهذا ما أود أن أشير إليه في النقطة، أو الفقرة التالية في هذا العنصر، وهي بعنوان:

اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 152
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست