responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 132
ما من دابة إلا ربي آخذٌ بناصيتها، وهذا هو الذي يُبتلى به كثيرًا إما اعتقادًا وإما حالًا طوائف من الصوفية والفقراء، حتى يخرج من يخرج منهم إلى الإباحة بالمحرمات، وإسقاط الواجبات، ورفع العقوبات.
وهذا في الحقيقة ضلالٌ بعيدٌ وانحرافٌ خطيرٌ وقعوا فيه، وأداهم ذلك إلى القعود والكسل وترك العمل، وبالتالي ما عرفوا طريقًا لعبادة الله -عز وجل- وهذا ضلال، فالإيمان بالقدر لا يعني أن يترك الإنسان الأسباب أو العمل، بل إن الإيمان بالقدر يدفع إلى العمل؛ لأن الإنسان لا يعلم ماذا قُدِرَ عليه، والنبي -عليه الصلاة والسلام- قد أشار ذلك إلى سئل -صلى الله عليه وآله وسلم- عن الاتكال على كتابة الله -تبارك وتعالى- لِمَ قدره وقضاه، وكتبه في اللوح المحفوظ، أو أن يعمل الإنسان؟ فأشار النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى العمل، سئل -عليه الصلاة والسلام-: ((أرأيت ما نحن فيه؟ هل هو أمرٌ قد فُرِغَ منه أم أمرٌ مستأنف؟ فقال: أمرٌ قد فُرِغَ منه، فقيل له -صلى الله عليه وآله وسلم-: أفلا نَدَعُ العمل، ونتكل على كتابنا هذا؟ فقال -صلى الله عليه وآله وسلم- مرشدًا وموجهًا: اعملوا فكلٌّ ميسرٌ لما خُلِقَ له)).
فالإيمان بالقدر يوجب الأخذ بالأسباب، ويوجب السعي إلى العمل، وترك العمل اتكالًا على القدر هو في الحقيقة آفة أُصيب بعض الناس الذين ضلوا وانحرفوا عن صراط الله المستقيم، وبالتالي ضلالهم سيحيق بهم، فعلى العبد أن يؤمن بقضاء الله وقدره، بأركانه التي سبقتُ أن أشرتُ إليها، ثم بعد ذلك يعمل ويسعى، ويسأل الله حسن الخاتمة، ويُسلِم أمره إلى رب العزة والجلال -سبحانه وتعالى.
وبهذه الكلمات ينتهي معكم هذا اللقاء المبارك، -إن شاء الله تبارك وتعالى- واستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 132
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست