responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إلى الإسلام من جديد المؤلف : الندوي، أبو الحسن    الجزء : 1  صفحة : 55
منبع هذه القوة وسبب هذا الانقلاب العظيم الذي لا يوجد له مثيل في التاريخ، أن العرب أصبحوا بفضل تعليم محمد صلى الله عليه وسلم أصحاب دين ورسالة، فبُعثوا بعثا جديدا، وخُلقوا من جديد وانقلبوا في داخل أنفسهم فانقلبت لهم الدنيا غير ما كانت، وانقلبوا غير ما كانوا، نظروا الى العالم حولهم - وطالما رأوه في جاهليتهم بدهشة واستغراب - فاذا الفساد ضارب أطنابه، وإذا الظلم مادّ رُواقه، وإذا الظلام مخيم على العالم كله، وكل شيء في غير محله، فمقتوه وأبغضوه، ونظروا الى الأمم وطوائف البشر حول جزيرتهم - وطالما رأوها بتعظيم واجلال، وغبطة واكبار - فاذا أنعام ودواب في صورة البشر {يأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم} [محمد: 12]، وإذا صور ودمى قد كسيت ملابس الانسان، فاستهانوا بهم، وبما هم فيه من ترف ونعيم، وزخارف وزينة، وقرأوا قول الله تعالى: {زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه} [طه: 131]- {فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم، إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا، وتزهق أنفسهم وهم كافرون} [التوبة: 55].
وعلموا أن الله قد ابتعثهم ليخرجوا الناس من الظلمات الى النور، ومن عبادة العباد الى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا الى سَعتها ومن جور الأديان الى عدل الإسلام، وأورثهم أرضهم وديارهم وأموالهم، وأرضا لم يطأوها، واستخلفهم في الأرض ومكنهم فيها، وقرأوا قول الله تعالى: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عباديَ الصالحون} [الأنبياء: 105] وقوله: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا، يعبدونني

اسم الکتاب : إلى الإسلام من جديد المؤلف : الندوي، أبو الحسن    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست