responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنسان بين الدينونة لله والدينونة لغيره المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 76
وحدة العقيدة الإسلامية التي جاء بها الرسل جميعا
إنَّ قصة يوسف عليه السلام تقرر ابتداء وحدة العقيدة الإسلامية التي جاء بها الرسل جميعا واستيفاء مقوماتها الأساسية في كل رسالة وقيامها على التوحيد الكامل للّه سبحانه، وعلى تقرير ربوبيته للبشر وحده، ودينونة البشر له وحده ..
كما تقرر تضمن تلك العقيدة الواحدة للإيمان بالدار الآخرة بصورة واضحة. وهذا التقرير يقطع الطريق على مزاعم ما يسمونه «علم الأديان المقارن» من أن البشرية لم تعرف التوحيد ولا الآخرة إلا أخيرا جدا، بعد أن اجتازت عقائد التعدد والتثنية بأشكالها وصورها المختلفة وأنها ترقت في معرفة العقيدة كما ترقت في معرفة العلوم والصناعات .. هذه المزاعم التي تتجه إلى تقرير أن الأديان من صنع البشر شأنها شأن العلوم والصناعات [1].
كذلك هي تقرر طبيعة ديانة التوحيد التي جاء بها الرسل جميعا .. إنه ليس توحيد الألوهية فحسب. ولكنه كذلك توحيد الربوبية .. وتقرير أن الحكم للّه وحده في أمر الناس كله وأن هذا التقرير ناشىء من أمر اللّه سبحانه بألا يعبد إلا إياه. والتعبير القرآني الدقيق في هذه القضية يحدد مدلول «العبادة» تحديدا دقيقا.
فهي الحكم من جانب اللّه والدينونة من جانب البشر .. وهذا وحده هو «الدين القيم» فلا دين إذن للّه ما لم تكن دينونة الناس للّه وحده، وما لم يكن الحكم للّه وحده. ولا عبادة للّه إذن إذا دان الناس لغير اللّه في شأن واحد من شؤون الحياة. فتوحيد الألوهية يقتضي توحيد الربوبية. والربوبية تتمثل في أن يكون الحكم للّه .. أو أن تكون العبادة للّه .. فهما مترادفان أو متلازمان. والعبادة التي يعتبر بها الناس مسلمين أو غير مسلمين هي الدينونة والخضوع والاتباع لحكم اللّه دون سواه ..
وهذا التقرير القرآني بصورته هذه الجازمة ينهي كل جدل في اعتبار الناس في أي زمان وفي أي مكان مسلمين أو غير مسلمين، في الدين القيم أم في غير هذا الدين .. فهذا الاعتبار

[1] - يراجع ما سبق تقريره عن هذه القضية في هذا الجزء ص 1878 - 1882.
اسم الکتاب : الإنسان بين الدينونة لله والدينونة لغيره المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست