responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنسان بين الدينونة لله والدينونة لغيره المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 65
«وحين توجد هذه الحقيقة مرة أخرى - وهي لا بد كائنة بإذن اللّه - سيصنع اللّه بها الكثير، مهما يكن في طريقها من العراقيل. ذلك أن وجود هذه الحقيقة في ذاته ينشىء قوة لا تقاوم لأنها من صميم قوة هذا الكون وفي اتجاه قوة المبدع لهذا الكون أيضا.
« ... إن هذه الحقيقة ليست أهميتها فقط في تصحيح التصور الإيماني. وإن كان هذا التصحيح في ذاته غاية ضخمة يقوم عليها بناء الحياة كله - بل إن أهميتها كذلك في حسن تذوق الحياة، وبلوغ هذا التذوق أعلى درجات الكمال والتناسق. فقيمة الحياة الإنسانية ذاتها ترتفع حين تصبح كلها عبادة للّه وحين يصبح كل نشاط فيها - صغر أم كبر - جزءا من هذه العبادة أو كل العبادة، متى نظرنا إلى المعنى الكبير الكامن فيه. وهو إفراد اللّه - سبحانه - بالألوهية والإقرار له وحده بالعبودية .. هذا المقام الذي لا يرتفع الإنسان إلى ما هو أعلى منه ولا يبلغ كماله الإنساني إلا في تحقيقه. وهو المقام الذي بلغه رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - في أعلى مقاماته التي ارتقى إليها. مقام تلقي الوحي من اللّه. ومقام الإسراء أيضا: «تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً» ... (الفرقان:[1]).
«سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ. لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ» ... (الإسراء:[1]) (1)
وننتقل إلى قيمة أخرى من قيم توحيد العبادة بمعنى الدينونة للّه وحده وآثارها في الحياة الإنسانية:
إن الدينونة للّه تحرر البشر من الدينونة لغيره وتخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة اللّه وحده. وبذلك تحقق للإنسان كرامته الحقيقية وحريته الحقيقية، هذه الحرية وتلك اللتان يستحيل ضمانهما في ظل أي نظام آخر - غير النظام الإسلامي - يدين فيه الناس بعضهم لبعض بالعبودية، في صورة من صورها الكثيرة ... سواء عبودية الاعتقاد، أو عبودية

[1] - عن كتاب: «خصائص التصور الإسلامي ومقوماته». فصل: «الشمول» ص 126 - ص 131 مقتطفات. نشر «دار الشروق».
اسم الکتاب : الإنسان بين الدينونة لله والدينونة لغيره المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست