responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنسان بين الدينونة لله والدينونة لغيره المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 319
الدراسات قادرين على التمييز بين ما يمكن أن يحدث بطريق المصادفة [1]،وما يستحيل حدوثه بهذه الطريقة، وأن نحسب احتمال حدوث ظاهرة من الظواهر في مدى معين من الزمان .. ولننظر الآن إلى الدور الذي تستطيع أن تلعبه المصادفة في نشأة الحياة:
«إن البروتينات من المركبات الأساسية في جميع الخلايا الحية. وهي تتكون من خمسة عناصر هي:
الكربون، والأدروجين، والنيتروجين، والأكسجين، والكبريت .. ويبلغ عدد الذرات في الجزء الواحد 000،40 ذرة. ولما كان عدد العناصر الكيموية في الطبيعة 92 عنصرا، موزعة كلها توزيعا عشوائيا [2]،فإن احتمال اجتماع هذه الناصر الخمسة، لكي تكون جزيئا من جزيئات البروتين، يمكن حسابه لمعرفة كمية المادة التي ينبغي أن تخلط خلطا مستمرا لكي تؤلف هذا الجزء ثم لمعرفة طول الفترة الزمنية اللازمة لكي يحدث هذا الاجتماع بين ذرات الجزء الواحد.
«وقد قام العالم الرياضي السويسري تشارلز يوجين جاي بحساب هذه العوامل جميعا، فوجد أن الفرصة لا تتهيأ عن طريق المصادفة لتكوين جزيء بروتيني واحد، إلا بنسبة [1] إلى 10 160،أي بنسبة [1] إلى رقم عشرة مضروبا في نفسه 160 مرة. وهو رقم لا يمكن النطق به أو التعبير عنه بكلمات .. وينبغي أن تكون كمية المادة التي تلزم لحدوث هذا التفاعل بالمصادفة بحيث ينتج جزيء واحد أكثر مما يتسع له كل هذا الكون بملايين المرات .. ويتطلب تكوين هذا الجزء على سطح الأرض وحدها - عن طريق المصادفة - بلايين لا تحصى من السنوات، قدرها العالم السويسري بأنها عشرة مضروبة في نفسها 243 مرة من السنين (10 243 سنة).

[1] - نحن بتصورنا الإسلامي لا نعرف أن هناك «مصادفة» واحدة في هذا الوجود. وإنما هو قدر اللّه يخلق به كل شيء: «إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ» وهناك سنن مطردة للوجود هي النواميس. وفي كل مرة تنفذ فيها السنة فإنها تنفذ بقدر - بدون جبرية آلية، وكذلك يقع أن يجري قدر اللّه بالخارقة لتلك النواميس - في ظروف معينة لحكمة خاصة - فالقانون العام والخارقة كلاهما يمر بقدر خاص في كل مرة يجري فيها .. ونحن حين نقتطف من حديث «العلماء» فإن هذا لا يعني الموافقة على كل ما يقولونه.
[2] - وهذه - كذلك - واحدة من خبط «العلماء» فليس هنالك توزيع عشوائي .. إنما هنالك توزيع مرسوم بقدر معلوم!
اسم الکتاب : الإنسان بين الدينونة لله والدينونة لغيره المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 319
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست