اسم الکتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي المؤلف : الخالدي، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 87
إن المبشرين لم يتأخروا في فتح مدارس البنات. إن أول مدرسة للبنات في الإمبراطورية العثمانية فتحها المبشرون في بيروت عام 1830 [2]. ولقد فتح المبشرون مدارس كثيرة للبنات في مصر والسودان وسورية كلها وفي الهند والأفغان [3].
وكان اهتمام المبشرين بالمدارس الداخلية للبنات أشد. قالوا: إن التبشير يكون أتم حبكًا في مدارس البنات الداخلية لما يكون فيها من الأحوال المواتية والفرص السانحة.
إن المدرسة الداخلية تفضل المدرسة الخارجية لأنها تجعل الصلة الشخصية بالطالبات أوثق، ولأنها تنتزعهن من نفوذ حياة بيتية غير مسيحية [4]. ويفرح المبشرون إذا اجتمع في مدارسهم الداخلية بنات من أسر معروفة، لأن نفوذ هؤلاء يكون حينئذٍ في بيتهن أعظم.
وتتكلم المبشرة (أَنَّا مِيلِيغَانْ) فتقول: «فِي صُفُوفِ كُلِّيَّةِ البَنَاتِ فِي القَاهِرَةِ بَنَاتٌ آبَاؤُهُنَّ بَاشَوَاتْ وَبَكَوَاتْ. وَلَيْسَ ثَمَّةَ مَكَانٌ آخَرَ يُمْكِنُ أَنْ يَجْتَمِعَ فِيهِ مِثْلُ هَذَا العَدَدِ مِنَ البَنَاتِ المُسْلِمَاتِ تَحْتَ النُّفُوذِ المَسِيحِيِّ، وَلَيْسَ ثَمَّةَ طَرِيقٌ إِلَى حِصْنِ الإِسْلاَمِ أَقْصَرَ مَسَافَةً مِنْ هَذِهِ الدِّرَاسَةِ» [5].
من أجل ذلك طلب المبشرون الأمريكيون منذ عام 1870 مبلغ ثلاثين ألف دولار لمدرسة دينية للبنات في بيروت وعللوا طلبهم هذا بقيمة المرأة في الحياة البيتية وأن تلك المدرسة ستساعد على تنصير سورية في المستقبل [6].
التَّبْشِيرُ بَيْنَ الدَّارِسِينَ فِي الخَارِجِ:
على الرغم من كل ما ادعى المبشرون من أنهم جعلوا طلابًا مسلمين يصبأون إلى النصرانية، فإنهم يبالغون كثيرًا في نجاحهم. نحن لا نشك في أن أفرادًا مسلمين قد انقلبوا بعد إيمانهم. ولكن هؤلاء أفراد قليلون جِدًّ، ثم إنهم يعيشون في عزلة أو شبه [1] Jessup 280 [2] Bliss R 327 [3] Milligan 121 ff, Richter 249; Gairdner 203 - 5 [4] Milligan 102 [5] Milligan 121 [6] Jessup 223
اسم الکتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي المؤلف : الخالدي، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 87