اسم الکتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي المؤلف : الخالدي، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 80
وهكذا أصبح للمبشرين الأمريكيين الكلية الأمريكية في القاهرة، بعد كلية روبرت في استانبول أيضًا. ولم يكن رأي المبشرين الفرنسيين مخالفًا لذلك فأنشأوا كلية لهم في مدينة لاهور [1]، وهي مدينة من المدن الإسلامية الكبرى في الهند (وعاصمة مقاطعة [البنجاب] في باكستان اليوم).
نَشَاطُ المُبَشِّرِينَ فِي إِنْشَاءِ المَدَارِسِ:
لما نزل المبشرون الأمريكيون من البروتستانت في سورية حوالي 1820 كانت الفكرة التي تراودهم منذ ذلك الحين أن يبشروا من طريق التعليم، ولذلك لا نستغرب إذا رأيناهم ينتشرون في كفرشيما (قرب بيروت) وفي بحمدون بجبل لبنان ثم في طرابلس وحمص وغيرها. إلا أن بؤرة نشاطهم التعليمي التبشيري كانت في بلدة " عبيه " الدرزية في جبل لبنان، حيث أنشأوا مدرسة لتخريج المعلمين والواعظين (المبشرين) عام 1843 وجعلوها برئاسة الدكتور (كارنيليوس فان ديك) [2]. وفي كانون الثاني من عام 1859 أسس البروتستانت الأمريكيون في " عبيه " أيضًا مدرسة للبنات [3]. ومثل البروتستانت فعل اليسوعيون: لقد أنشأ اليسوعيون مدرستهم الأولى في " غزير " (في كسروان - جبل لبنان) ولكنهم فيما بعد نقلوا نشاطهم إلى بيروت [4] كما فعل الأمريكيون من قبل. وسنرى تفصيل ذلك كله [5].
ومع كثرة المنافسة بين فرق المبشرين المختلفة في التعليم وفي غير التعليم فإن هذه الفرق اتفقت كلها على المسلمين. ففي عام 1912 كان في سورية كلها ثمان وثلاثون مؤسسة تبشيرية ما بين إنكليزية وإسكوتلندية وإيرلندية وألمانية وسويدية ودنماركية وأمريكية طبعًا، لها مدارس كثيرة. وقد كانت هذه المؤسسات، مع تضارب سياساتها ومع كل ما بينها من التنافس، متفقة على وضع التوراة في العربية بين أيدي الطلاب على أنه كتاب تدريس أساسي [6]. ولقد اتفقت المؤتمرات المحلية التي عقدت عام 1924 في القدس وبرمانا (لبنان) و [قسنطينة] (الجزائر) وحلوان (مصر) وفي بغداد [1] Gairdner 245 [2] Cornilius Van Dyck, cf. Bliss 105 ff [3] ibid 123 [4] Les Jésuites en Syrie 5 : 8 [5] راجع الفصل التالي. [6] Bliss R 328. cf. 329
اسم الکتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي المؤلف : الخالدي، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 80