اسم الکتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي المؤلف : الخالدي، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 68
كَيْفَ تَخْتَارُ هَذِهِ المَدَارِسُ أَسَاتِذَتَهَا؟:
والمؤلف لا يطلب من المعلم أن يكون مسيحيًا فحسب، «بَلْ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مَسِيحِيًّا مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ وَأَنْ يُطَبِّقَ الحَيَاةَ المَسِيحِيَّةَ عَلَى المَبَادِئِ الاجْتِمَاعِيَّةِ وَالسِّيَاسِيَّةِ وَالدَّوْلِيَّةِ» (ص 30، 31). ولهذا كان المعلم الأجنبي أفضل من المعلم الوطني، وخصوصًا إذا كان المعلم الوطني مسلمًا. ثم يقول (دانبي):
«ثُمَّ يَتَّسِعُ الشَّكُّ عَلَى كُلِّ حَالٍ حِينَمَا نَأْتِي إِلَى اِسْتِخْدَامِ مُعَلِّمٍ غَيْرَ مَسِيحِيٍّ لِيُعَلِّمَ مَوْضُوعَاتٍ لاَ نَجِدُ لِتَعْلِيمِهَا مُعَلِّمًا مَسِيحِيًّا. أَجَلْ، إِنَّ البَرَاعَةَ فِي التَّعْلِيمِ لاَ صِلَةَ لَهَا بِدِينِ المُعَلِّمِ. وَمِمَّا لاَ رَيْبَ فِيهِ أَنَّ مُعَلِّمًا مُسْلِمًا ذَا خِبْرَةٍ بِمِهْنَتِهِ وَذَا كِفَايَةٍ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ لَهُ الجَانِبَ الشَّخْصِيَّ وَقُوَّةَ الخُلُقِ وَالشُّعُورِ بِالوَاجِبِ مَا يَجْعَلُ مِنْهُ مُعَلِّمًا يَبْعَثُ الحَيَاةَ فِي طُلاَّبِهِ أَوْ مُرَبِّيًا صَالِحًا. ثُمَّ هُوَ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَثِّرَ فِي طُلاَّبِهِ أَكْثَرَ مِنَ المُعَلِّمِ المَسِيحِيِّ المُجَرَّدِ مِنَ الصِّفَاتِ التِي يَتَّصِفُ بِهَا ذَلِكَ المُعَلِّمُ المُسْلِمُ. وَلَكْنَ إِذَا كَانَتْ الغَايَةُ مِنَ التَّعْلِيمِ فِي المَدَارِسِ المَسِيحِيَّةِ (كَمَا يَجِبُ أَنْ تَكُونَ) إِنَّمَا هِيَ تَزْوِيدُ الطُّلاَّبِ بِاسْتِشْرَافٍ مَسِيحِيٍّ لِلْحَيَاةِ، وَتَمْرِينٍ لَهُمْ عَلَى مُمَارَسَةِ المَبَادِئِ المَسِيحِيَّةِ وَتَقْرِيبِهِمْ مِنْ اخْتِبَارٍ شَخْصِيٍّ [1] Mott, The Moslem World of To - Day 371 - 372
اسم الکتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي المؤلف : الخالدي، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 68