responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي المؤلف : الخالدي، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 262
وفي عام 1964 ظهر كتاب اسْمُهُ " تَارِيخُ الإِرْسَالِيَّاتِ التَّبْشِيرِيَّةِ " لِمُبَشِّرٍ وَأُسْقُفٍ إِنْكْلِيكَانِيٍّ (بروتستانتي إنجليزي) اسْمُهُ (سْتِيفِنْ نَايْلْ) [1]. جاء في مطلع الكتاب:
«... وُلِدَ يَسُوعْ يَهُودِيًّا، وَلَمْ يَدَّعِ يَوْمًا أَنَّهُ كَانَ شَيْئًا آخَرَ. ثُمَّ إِنَّهُ لَمْ يَخُطَّ وَرَاءَ حُدُودِ فِلَسْطِينَ الضَّيِّقَةَ قَطُّ. لَقَدْ كَانَتْ لُغَتُهُ الآرَامِيَّةُ، وَفِي الأَرْجَحِ القَرِيبِ مِنَ التَّأْكِيدِ أَنَّهُ كَانَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقْرَأَ " التَّوْرَاةَ " بِاللُّغَةِ العِبْرِيَّةِ ... وَمَعْنَى هَذَا أَنَّ جَانِبًا كَبِيرًا مِمَّا قَالَ يَسُوعْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَفْهَمَهُ الرَّجُلُ العَادِيُّ إِذَا لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا. وَلَقَدْ اِتَّخَذَ (المَسِيحُ) فِي التَّعْبِيرِ (عَنْ آرَائِهِ) اللُّغَةَ المَرْومُوزَةَ (الرَّمْزِيَّةَ) التِي كَانَتْ لِلْشَّعْبِ اليَهُودِيِّ، ذَلِكَ الشَّعْبُ المَظْلُومُ الشَّقِيُّ الذِي تُعَوِّضُ (تَسْلِيَةً) عَنْ مَصَائِبِهِ صُوَرًا بَرَّاقَةً مِنَ الأَمَلِ فِي زَمَنٍ سَيَأْتِي. إِنَّ اللهَ لَنْ يَدَعَ شَعْبَهُ إِلَى الأَبَدِ بِلاَ اطْمِئْنَانٍ».

على أن حرص الدول الغربية على جمع نواة من اليهود في مدينة القدس لم يكن نابعًا من عاطفة دينية فحسب، بل من مصلحة سياسية أيضًا. فقد بدأت «الإِرْسَالِيَّةُ الإِنْكْلِيكَانِيَّةُ (الإِنْجْلِيزِيَّةُ) لِلْعَمَلِ (لِلْتَّبْشِيرِ) بَيْنَ اليَهُودِ». بالاستقرار في القدس في عام 1820، ثم جعلت تقوم، منذ عام 1824، بشيء يسير من العناية الطبية.

وقد تطورت هذه العناية الطبية اليسيرة حتى نشأ منها في عام 1848 مستشفى مشهور. وفي عام 1851 شاركت " جَمْعِيَّةُ الإِرْسَالِيَّاتِ التَّبْشِيرِيَّةِ " في هذا العمل. ولقد أدى هذا العمل (تأسيس إرسالية القدس) إلى أغرب الأحداث في تاريخ الكنيسة الحديث.

- «إِنَّ السُّلَطَاتِ البَرِيطَانِيَّةِ وَالبْرُوسِيَّةِ (الأَلْمَانِيَّةِ) اِتَّفَقَتْ عَلَى تَأْسِيسِ أُسْقُفِيَّةٍ مُشْتَرَكَةٍ فِي مَدِينَةِ القُدْسِ يُشْرِفُ عَلَيهَا أُسْقُفٌ مَرْسُومٌ عَلَى " المَذْهَبِ الإِنْكْلِيكَانِيِّ " (الإِنْجْلِيزِيِّ)، وَلَكِنَّ تَعْيِينَهُ يَجْرِي بِالتَّنَاوُبِ بَيْنَ مَلِكِ إِنْجْلِتْرَا وَمَلِكِ بْرُوسِيَةَ (أَلْمَانْيَا). وَلَقَدْ كَانَ فِي هَذَا العَمَلِ عَوَامِلُ سِياسِيَّةٌ كَمَا كَانَ فِيهِ عَوَامِلُ دِينِيَّةٌ. لَقَدْ ظَنَّتْ السُّلَطَاتُ (الإِنْجْلِيزِيَّةِ وَالبْرُوسِيَّةِ) أَنَّ الحِمَايَةَ التِي تَتَمَتَّعُ بِهَا رُوسْيَا عَلَى النَّصَارَى الأُرْثُوذُكْسْ فِي الشُّرْقِ وَالحِمَايَةَ الدِّينِيَّةِ الّتِي تَتَمَتَّعُ بِهَا فِرَنْسَا عَلَى النَّصَارَى الكَاثُولِيكْ يُحْسَنُ أَنْ تُوَازَنَا بِحِمَايَةٍ إِنْجْلِيزِيَّةٍ

[1] A History of Chr. Mission, by Stephen Neill (The Pelican of the Church :) - Pelican Books A 628, 1964
اسم الکتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي المؤلف : الخالدي، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 262
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست