اسم الکتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي المؤلف : الخالدي، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 256
هذه المختارات تمثل الكتاب الذي أخذت منه، ثم هي تنكشف عن حقيقة واقعة وَمُرَّةٍ أَيْضًا - لنا ولأصحابها - حقيقة لا سبيل إلى إنكارها ولا إلى إنكار نتائجها، وهي أن التبشير قد جاء إلى البلاد التي تنجح فيها كثيرًا أو قليلاً بالاستعمار وبالسيطرة الغربية وبالتحريش بين أبناء الوطن الواحد من غير أن يأتي بشيء من القيم الروحية. ولا شك في أن التمييز العنصري الذي تمارسه الحكومات البيضاء في أفريقيا خاصة دليل واضح جدًا على أن التبشير قد سلب طوائف الناس اسمي ما تأتي به الأديان كلها: قد سلبها المساواة والتسامح.
والمبشرون لم يقوموا بهذه الجهود في البلاد ذوات الاستقلال القاصر، كدويلة بيافرا المنقرضة، بل في البلاد ذات الاستقلال الصحيح مثل الجزائر، إن عمل المبشرين في الحقيقة ليس متصلاً بالإحسان والدعوة الصالحة، بل متصل بالاستعمار والتجسس. نشرت الصحف الخبر التالي ([2]):
«أُعْلِنُ فِي الجَزَائِرِ أَمْسِ أَنَّ خَمْسَ عَشَرَةَ أَجْنَبِيًّا طُرِدُوا مِنَ البِلاَدِ لِنَشْرِهِمْ دِعَايَةً [1] يقصد المؤلف أبناء المناطق الوسطى الغربية من قارة أفريقيا ممن استمالهم المبشرون إلى عدد من فرق النصرانية. [2] راجع جريدة " الأنوار " (بيروت) 28/ 12 / 1969، وجريدة " النهار " (بيروت) في التاريخ نفسه، ص 9.
اسم الکتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي المؤلف : الخالدي، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 256