اسم الکتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي المؤلف : الخالدي، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 250
ج - يورد الدكتور (غرونيباوم) (ص 150) جملة يجمع محتواها من كتاب لمالك بنبي (بن نبي) وكتاب لطه حسين وكتاب لي، فِيمَا يَدَّعِي. الجملة غامضة جِدًّا. على أن المكان الذي يشير إليه (غرونيباوم) من كتابي " عبقرية العرب " فيه أن العرب كانوا متسامحين ومتواضعين في بذل العلم لجميع الناس على السواء؛ أما (غرونيباوم) فيذكر أن المؤلف قال ذلك بنفخة من الغرور والاستكبار، ولا أعلم أي المؤلفين الثلاثة عَنِيَ. أما أنا فإن كتابي " عبقرية العرب " قد بنيته على فكرة أثبتها في المقدمة من الطبعة العربية الثانية (ص 6 - 7)، وهي أن العرب يجب أن ينظروا من غير أن يلهيهم التحدث بمجد أسلافهم عن الانتاج المنتظر منهم. ثم إنني استشهدت في هذه المناسبة نفسها ببيت الشاعر:
أَلْهَى بَنِي تَغْلِبٍ عَنْ كُلِّ مَكْرُمَةٍ • ... • ... • قَصِيدَةٌ قَالَهَا عَمْرُو بْنُ كُلْثُومِ!
كأني أقرع الذين يفعلون ذلك من العرب.
د - على أن الذي كان يجب على الدكتور (غرونيباوم) أن يخجل منه ولا يغرر فيه بقرائه الشاهد التالي:
في كتابي " عبقرية العرب " مقطع عن الدور الذي قام به العرب بنقل الفلسفة من العالم اليوناني القديم إلى العالم الأوروبي في العصور الوسطى. في هذا الشاهد: «وَلَوْلاَ ذَلِكَ ... لَمَا أَمْكَنَ الغَرْبَ اللاَّتِينِيَّ الكَاثُولِيكِيَّ أَنْ يَتَّصِلَ بِالغَرْبِ اليُونَانِيِّ الأُرْثُوذُكْسِيِّ».
تناول (غرونيباوم) هذه الجملة على الصفحة 163 ثم على الصفحة 164 وفي حاشية طويلة على الصفحة 164 نفسها وَكَذَبَ عَلَيَّ كَذِبًا وَافْتَرَى عَلَيَّ اِفْتِرَاءً أَنَا بَرِيءٌ مِنْهُمَا. إن حملته عَلَيَّ شخصيًا في هذا الشأن، صح أو لم يصح، لا مبرر لها.
اسم الکتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي المؤلف : الخالدي، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 250