اسم الکتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي المؤلف : الخالدي، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 237
المغرب، وبعد قيام حركة المرابطين في القرن الخامس للهجرة والحادي عشر للميلاد خاصة وفي الجانب الشمالي منه على الأخص.
فِي السُّودَانِ الشَّرْقِيِّ:
حينما نقول السودان اليوم فإننا نعني بقعة من الأرض، جنوب مصر، تبلغ نحو مليونين كيلومترًا مربعًا في مساحتها، وهي التي أصبحت جمهورية مستقلة عام 1956.
منذ جاء (لِيفِنْغِسْتُونْ) [1] إلى أفريقيا، في منتصف القرن التاسع عشر، تمتزج في نفسه عوامل التبشير بعوامل الاستكشاف، جعلت دول الاستعمار تتسابق إلى أواسط أفريقيا بالتبشير ظاهرًا وبالاستيلاء على الأراضي الغنية في القارة التي كانت يومذاك لا تزال سوداء مظلمة مجهولة في الحقيقة.
وظل الأمر على ذلك حتى احتل الإنجليز مصر، سنة 1299 هـ (1882 م)، ثم كانت الحملة الإنجليزية المصرية على السودان لإخماد حركة المهدي، سنة 1317 هـ (1899 م). (3)
وفي عام 1899 جمع المبشرون البريطانيون والمبشرون الأمريكيون جهودهم في السودان واتخذوا مراكز لهم في الخرطوم وأم درمان [4]. غير أن التبشير بين المسلمين ظَلَّ ممنوعًا، فإن اللورد (كتشنر)، وكان يومذاك الحاكم العام في مصر والسودان باسم بريطانيا، رفض أن يقوم المبشرون بأعمالهم في بلاد أهلها مسلمون، بينما الحكومة البريطانية لا [1] راجع فوق، ص [51]، 185. [2] Trimingham, Approach 9
(3) ibid 9 ff [4] ibid 12 f
اسم الکتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي المؤلف : الخالدي، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 237