responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي المؤلف : الخالدي، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 211
يعمل مبشرًا تحت ستار العلم خمسين عَامًا [1].

ومما لا ريب فيه أن للكتب تأثيرًا كبيرًا في الناس. وتلك ظاهرة لم يغفلها المبشرون، إذ هم يرون أن أشد الوسائل أثرًا كان إنتاج النشرات المسيحية إلى المسلمين [2]. وبقطع النظر عن قيمة هذا الأثر الذي يزعمونه، فإن سياستهم في إنتاج تلك النشرات تتبع التوجيه التالي:
يحرص المبشرون في الدرجة الأولى على نشر الكتب الدينية كالأناجيل الأربعة، وعلى نشر أشياء من " التوراة ". ثم إنهم يطرقون في نشراتهم موضوعات مختلفة ولكن يفرغونها في قالب مسيحي ديني. والمبشرون حريصون جد الحرص على أن يتولى كتابة هذه الموضوعات أشخاص وطنيون لا مبشرون أجانب، أو أشخاص صبأوا إلى النصرانية حديثًا، لأن هؤلاء يكونون أقدر على فهم عقلية جماهيرهم وعلى عرض تلك الموضوعات على شكل يقرب من فهم تلك الجماهير [3].

وفي بعض الأحيان يختار المبشرون موضوعات إسلامية لها مقابل في الديانة النصرانية [4] ثم يموهون الحقائق ويقفزون فوق الفروق. إن " القرآن الكريم " يسمي المسيح «كَلِمَةَ اللهِ»، ومعنى ذلك أن الله تعالى ألقى كلمته، أي أمره، بأن يولد المسيح على ذلك الوجه المعجز في التاريخ. ولكن المبشرين يأخذون «كَلِمَةَ اللهِ» ليفسروها التفسير النصراني. ووجه الخلاف أن كل شيء في هذا العالم كما يرى المسلمون كان بأمر الله: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [5]. وفي " القرآن الكريم " آيات كريمات تجعل عيسى كآدم مثلاً، وتجعل آدم يتلقى من ربه «كَلِمَاتٍ» لا كلمة واحدة: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ، الْحَقُّ

[1] Wm Goodell, Ellie Smith. Wm Thomson. cf. Richter 97 f
[2] Enc. of Missons 600
[3] cf. Re-thinking Missions 180 ff
[4] cf. Methods of Missions 97 ff
[5] [سورة يس، الآية: 82].
اسم الکتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي المؤلف : الخالدي، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 211
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست