اسم الکتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي المؤلف : الخالدي، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 191
الفَصْلُ التَّاسِعُ: الأَعْمَالُ الاِجْتِمَاعِيَّةُ طَرِيقُ التَّبْشِيرِ:
الأعمال الاجتماعية هي المناسبات التي تربط بعض البشر ببعضهم عَرَضًا، أو تتيح لبعض الناس أن يعرفوا بعضهم الآخر. إن البشر عادة مقسمون حسب أعمالهم، فقلما يتاح للطبيب المنصرف إِلَى عِلْمِهِ وَعَمَلِهِ أن يجتمع بالتاجر أو بالصانع أو بالفنان. وكذلك يعتذر على رجل من المدينة، أو من حي معين في المدينة، أن يجتمع برجل من مدينة أخرى أو من حي آخر في مدينته هو. من أجل ذلك يلجأ الناس عادة إلى خلق جو اجتماعي يجمع بينهم في مناسبات مختلفة: في الحفلات الرياضية والخطابية، وفي الأندية الأدبية والسياسية، وفي الاتصال فيما بينهم من طريق الصحف والمجلات وأعمال البر والإحسان، وفي الاجتماعات المختلطة بين الجنسين رجالاً ونساءً.
والمبشرون يعرفون هذه كلها في بلادهم فأحبوا أن ينقلوها إلى بلادنا، لاَ حُبًّا بِنَا نَحْنُ لكي تكون الصِّلاَتُ بيننا أوثق والحياة عندنا أكثر فائدة وأكثر مرحًا، بل تواصلاً إلى اختراق السور الذي ضربه العُرْفُ الشرقي حول الأسرة المسلمة كي يفتح لهم باب جديد يَلِجُونَهُ للتبشير بيننا. تلك كانت غايتهم الأولى من النشاط الاجتماعي الذي أحبوا أن يثبتوه في بيئتنا بواسطة المدارس الأمريكية خاصة، ومن طريق الخدمة الاجتماعية بين الفلاحين أيضًا.
جاء في كتاب اسمه " مؤتمر العاملين المسيحيين بين المسلمين " [1]: «نَحْنُ نَعْنِي بِالعَمَلِ الاِجْتِمَاعِيِّ المَسِيحِيِّ تَطْبِيقَ مَبَادِئَ يَسُوعْ المَسِيحَ فِي جَمِيعِ الصِّلاَتِ الإِنْسَانِيَّةِ. إِنَّ المسلمين يَدَّعُونَ أَنَّ فِي الإِسْلاَمِ مَا يُلَبِّي كُلَّ حَاجَةٍ اِجْتِمَاعِيَّةٍ فِي البَشَرِ، فَعَلَيْنَا أَنْ نُقَاوِمَ الإِسْلاَمَ دِينِيًّا بِالأَسْلِحَةِ الرُّوحِيَّةِ. فَالنَّشَاطُ الاِجْتِمَاعِيُّ يَجِبُ أَنْ يُرَافِقَ التَّعْلِيمَ المُبَاشِرَ لِلإِنْجِيلِ وَيُسَاعِدَهُ [1] Conference of Christian Workers Among Moslems, N. Y. 1924
اسم الکتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي المؤلف : الخالدي، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 191