اسم الکتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي المؤلف : الخالدي، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 167
باسم رهبان القلب الأقدس، ولكن (نابليون) أخرجهم منها عام 1804. ولما تكاثر اليسوعيون في أوروبا عادت فرنسا فطردتهم عام 1880 وعام 1901. وكذلك عادت إسبانيا أيضًا فطردتهم عام 1820. ثم أخرجتهم نهائيًا عام 1835. وكذلك عادت البرتغال إلى طردهم عام 1834. ولقد قضت روسيا سبع سنوات، من عام 1813 إلى عام 1820، حتى استطاعت إخراجهم من جميع أنحاء بلادها.
وكذلك فعلت هولندا وسويسرا وألمانيا في الأعوام 1816 و 1848 و 1872 على التوالي [1].
ولم يكتف اليسوعيون بإفساد السياسة، بل عملوا على إضعاف الحياة الاقتصادية العامة جَرًّا لمنفعتهم هم، فإن تاجرًا يسوعيًا يدعى (لافالت) [2] كان في المارتنيك، من جزائر الهند الغربية، فأفلس على مليونين ونصف مليون من الفرنكات الذهب. وهكذا جر الخراب على بيوت تجارية شهيرة [3].
فعسى أن يستفيد العرب والمسلمون من هذا الاختبار المر الذي لقيه العالم المسيحي نفسه على أيدي اليسوعيين.
الحُرُوبُ وَالتَّبْشِيرُ:
والحروب تؤثر في كل شيء تقريبًا، وتؤثر في الأديان أيضًا. ولقد زعم نفر من المبشرين أن الحرب العالمية دلت أنه ما من ديانة تستطيع أن تنقذ العالم إلا النصرانية. إن هذا يوجب على المبشرين النصارى أن يضطلعوا بتبعات عظيمة [4]. لقد قالوا ذلك فتًا في عضد أهل الشرق وإيحاءً لهم بعنصر النقص، وتزيينًا للمدنية الغربية التي أرادوا أن يخضعوا الشرق بها توصلاً إلى استعماره.
على أن هؤلاء مخطئون، فإن الحرب العالمية الأولى قد أعلنت فيما أعلنته اندحار ألمانيا والنمسا وهما دولتان مسيحيتان، وأعلنت نصر اليابان وهي دولة غير مسيحية. ثم جاءت الحرب العالمية الثانية فأعلنت انهزام ألمانيا وهي مسيحية وانتصار روسيا وهي دولة لا دينية. أضف إلى هذا كله أن الدول المسيحية التي اتفق لها أن انتصرت في الحربين لم تنتصر [1] ibid. 445 f [2] Lavalette [3] Enc. Br. xv, 345 [4] Missionary Outlook 51
اسم الکتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي المؤلف : الخالدي، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 167