responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي المؤلف : الخالدي، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 147
النَّصَارَى لَمْ يَزْدَدْ. أَمَّا الاِنْتِقالُ مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ إِلَى الإِسْلاَمِ فَقَدْ كَانَ كَمَا يَظْهَرُ أَكْثَرَ مِنَ الاِنْتِقالِ مِنَ الإِسْلاَمِ إِلَى النَّصْرَانِيَّةِ .. عَلَى أَنَّ ثَمَّتَ تَأْثِيرًا مَسِيحِيًّا كَبِيرًا فِي حَيَاةِ المُسْلِمِينَ وَسُلُوكِهِمْ قَدْ جَاءَ عَلَى يَدَيْ هَذِهِ الإِرْسَالِيَّاتِ نَفْسِهَا ... وَلَكِنْ يَجِبُ أَنْ نَذْكُرَ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنَّهُ لَمْ يَحْدُثْ اِنْتِقالٌ وَاسِعٌ مِنَ الإِسْلاَمِ إِلَى النَّصْرَانِيَّةِ فِي قُطْرٍ مَا إِلاَّ بَعْدَ أَنْ تَبَدَّلَ ذَلِكَ القُطْرُ بِحُكُومَتِهِ الإِسْلاَمِيَّةِ حُكُومَةً غَرْبِيَّةً مَسِيحِيَّةً، وَذَلِكَ فَقَطْ إذَا كَانَتْ هَذِهِ الحُكُومَاتُ الغَرْبِيَّةُ المَسِيحِيَّةُ تَنْهَجُ سِياسَةً فَعَّالَةً فِي مُسَاعَدَةِ الإِرْسَالِيَّاتِ».

ويأسف (كنيث لاتورت) لأن انتصار مبادئ الأمم المتحدة في العالم سيزيد في جاه دول الشرق الأوسط وسيخرج بالتالي بلدان هذه البقعة المهمة من العالم من نطاق النفوذ التبشيري. وهو يُرَوِّعُ بما حدث في تركيا بعد الحرب العالمية الأولى، فإنها قد ضربت حولها نطاقًا دون التبشير. ثم يقول: «وَنَحْنُ وَاثِقُونَ مِنْ أَنْ جُهُودَ المُبَشِّرِينَ سَتَنْقُلُ أَفْرَادًا مَعْدُودِينَ إِلَى النَّصْرَانِيَّةِ، وَلَكِنَّ التَّنْصِيرَ الجَمَاعِيَّ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَنْتَظِرَ ...».

ولا ريب أن في انسحاب بريطانيا من الهند [1] سيقود - في رأي الكاتب المذكور - «إِلَى تَبَدُّلٍ أَسَاسِيٍّ فِي مَشْرُوعِ التَّبْشِيرِ فِي الهِنْدِ نَفْسِهَا. لَقَدْ كَانَ المُوَظِّفُونَ، فِي أَثَناءِ الحُكْمِ البَرِيطَانِيِّ، يُؤَخَذُونَ مِنَ النَّصَارَى بِنِسَبَةٍ لاَ تَتَّفِقُ مَعَ عَدَدِهِمْ بِالإِضَافَةِ إِلَى المُسْلِمِينَ أَوْ الهُنْدُوسْ. إِنَّ النَّصَارَى سَيَفْقِدُونَ بَعْدَ الآنَ هَذَا الاِمْتِيازَ، وَرُبَّمَا دَفَعَهُمْ فَقْرُهُمْ حِينَئِذٍ وَقِلَةُ عَدَدِهِمْ إِلَى أَنْ يَفْقِدُوا أَثَرَهُمْ فِي المُجْتَمَعِ الهِنْدِيِّ» [2].

• • •

ومنذ أيام محمد علي باشا، في مطلع القرن التاسع عشر، طمع المبشرون بمصر لأن محمد علي أراد أن يُدْخِلَ المدنية الأوروبية إلى مصر، فطمح هؤلاء إلى أن يتسللوا مع المدنية الغربية إلى عقائد المسلمين. ويبدو أن المبشرين تمتعوا ببعض الحرية حتى جاء عباس الأول عام 1848 وهو الذي نعته المبشرون بالقاسي لأنه قاوم التبشير. أما سعيد باشا (1854 - 1863) فقد نعته المبشرون بالعبقري لأنه سمح للنفوذ الأوروبي أن يعود سائدًا في وادي النيل [3]، مع أن عهد سعيد باشا كان عهد نقمة على مصر وعلى المصريين.

وجاء بعد سعيد باشا الخديوي إسماعيل فأمدته أوروبا بالأموال حتى أغرقته في

[1] خرجت الهند من الحكم البريطاني في آب، عام 1947.
[2] Tirm, Apr. 44, pp. 183 f. i 141
[3] Addison 139 f
اسم الکتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي المؤلف : الخالدي، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 147
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست