responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي المؤلف : الخالدي، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 136
به أهل زغرتا [1]. وكان الدروز أيضًا يتلقون السلاح من إنجلترا. وسنرى فيما بعد أن فتنة عام 1860 المشؤومة كانت منسوجة بأصابع الدول الأجنبية.

وقل إن استطاع المبشرون التأثير في البيئة الإسلامية، ولذلك وجهوا اهتمامهم إلى البيئة المسيحية يثيرون الخلاف في طبقاتها وبين أهل مذاهبها. فما أن جاء المبشرون البروتستانت إلى سورية حتى وقف رجال المذهب الماروني والمذهب الأرثوذكسي موقف الدفاع الشديد، فإن البطريرك الماروني هدد كل ماروني يقترب من البروتستانت أو يعاملهم أو يؤجرهم مسكنًا أو يلبي طلبًا أو يساعدهم على البقاء في البلاد بالحرمان [2]. وكذلك كان الإكليروس الأرثوذكسي يضطهد كل من يميل من الأثوذكس إلى المبشرين البروتستانت [3]. ولم يكتف الإكليروس الماروني بِحَثِّ أَتْبَاعِهِ عن الابتعاد عن البروتستانت بل زعم (جسب) أنه كان يحمل أتباعه على اضطهاد أهل المذاهب النصرانية الأخرى [4]، وخصوصًا بعد أن طمع البطريرك الماروني ببسط سلطة زمنيةعلى جبل لبنان [5].

وهكذا نجد أن المنافسة بين المبشرين البروتستانت وبين المبشرين اليسوعيين ألقت في البلاد فتنًا وإحنًا ومنازعات مذهبية واجتماعية [6]. على أننا لن نفصل هذه كلها، فهي كثيرة [7]. ولقد تبارى المبشرون البروتستانت واليسوعيون في خلق هذا الاضطراب. فقد اتفق مثلاً أن حدث خلاف في الكنيسة الأرثوذكسية في دمشق فصبأ ثلاثمائة من الأثوذكس إلى البروتستانتية (نكاية بأبناء دينهم). ثم زال الخلاف فعاد هؤلاء كلهم إلى مذهبهم القديم [8].

ولما مرض (موسى عطا) مرض الموت، وكان قد صبأ من مذهب الروم الكاثوليك إلى المذهب البروتستانتي، جاء القسس الروم الكاثوليك ودخلوا عليه ثم أغلقوا باب بيته ولم يدعوا أحدًا يدخل. ثم ادعوا أنه عاد إلى الكثلكة. ولكن البروتستانت لم يشاءوا أن ينهزموا فحدثت فتنة في زحلة لم تهدأ ثائرتها إلا بعد أن تدخل رجال الشرطة ومات (موسى عطا) بعد بضعة أيام من مرضه ([8] نيسان 1872)، ولكن زحلة بقيت في المناقشات الدينية

[1] Jessup 151
[2] Richter 187 f
[3] Richter 194 et Passim
[4] Jessup 158
[5] cf. Jessup 159
[6] Jessup 196 f. et Passim
[7] cf. Jessup 243f. et Passim
[8] Jessup 587
اسم الکتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي المؤلف : الخالدي، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست