اسم الکتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي المؤلف : الخالدي، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 124
وهكذا نرى إلى أي حد كان التبشير والسياسة يتعاونان، كانت السياسة تعمل مقنعة من وراء المبشرين [الذين] كانوا بدورهم يعملون مقنعين بقناع التعليم والتطبيب وبذل الإحسان. ثم إن رجال السياسة كانوا إذا دافعوا عن المبشرين لم يدافعوا عنهم كمبشرين بل كأمريكيين أو إنجليز أو فرنسيين أو، على الأقل، كأجانب ليس لهم من دولهم ممثل يحميهم ويسهر على مصالحهم.
حتى رجال السياسة العلمانيون كالجنرال (ساراي)، المفوض السامي الفرنسي في سورية ولبنان يوم نشبت الثورة السورية عام 1925، واليهود كـ (أوسكار ستراوس)، كانوا يتفانون في خدمة رجال الدين الأجانب ثقة منهم بأن مساعي البروتستانت والكاثوليك على السواء إنما تعني، في النهاية، تصدير البضائع إلى شعوب الشرق أو الحصول على مراكز حربية في البلاد الشرقية.
سِيَاسَةُ الجِزْوِيتْ:
واليسوعيون يتدخلون في السياسة الداخلية ويحاولون أن يؤثروا على مجاري الساسة الخارجية. ثم هم يرتكبون في سبيل ذلك الفظائع والمجازر ويسلبون وينهبون ويقتلون. وهم يحاولون في كل بلد نزلوا فيه وبلغوا شيئًا من القوة أن يستولوا على الحكم أو أن يملأوا مناصب البلاد بطلابهم ثم يحاولوا القضاء على خصومهم وعلى الجماعات التي لا تخضع لهم.
اسم الکتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي المؤلف : الخالدي، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 124